أفقدت الأخطاء الطبية المواطن خلوفه العامري طفله الأول، ووضعت الثاني (خالد) تحت وطأة 18عملية جراحية لترقيع أخطاء سابقاتها، وتجرع العامري وأسرته كل أنواع الألم والمعاناة من خلال حزن على طفل، وألم على آخر لا يزال بين الحياة والموت، وقضى جل وقته في «رحلات مكوكية» بين منطقتي عسيروالباحة لنيل حقه ومقاضاة المتسبب وسط «انتظار مميت» لحالة طفله ذي العامين، الذي زار معظم أقسام المستشفيات ولا يزال يعيش بجزء صغير من المريء وبمعدة معلقة في صدره. وفاة دماغية يقول خلوفه «ولد ابني الأول ولادة طبيعية ودون معرفة الأسباب تم تحويله من مستشفى بلجرشي للولادة إلى مستشفى الملك فهد بالباحة وأخبرني الأطباء هناك بأن طفلي توفي دماغياً نتيجة ضغط التنفس الصناعي على يد أطباء في مستشفى بلجرشي، على الرغم من أنني ووالدته شاهدنا ردود فعل حركية من الطفل عند ولادته ما يؤكد سلامته دماغياً وأطباء مستشفى بلجرشي لم يذكروا لي سوى أنه يعاني من مشكلة في التنفس وقد توفي بعد خمس ساعات من ولادته بعد أن أجريت له عملية في الصدر، واستلمت جثة طفلي وقد فتح من الصدر إلى السرة وسلمت أمري للبارئ». ناسور مريئي ويضيف العامري سارداً قصته «بعد ذلك رزقت بطفل آخر أنتظرته أنا ووالدته بشوق كبير ليقع بأيدي أطباء لم يخافوا الله فيه وأجبرنا على تكرار الولادة في المستشفى السابق لافتقار المنطقة لمستشفيات وأطباء بكفاءات عالية وحول طفلي هذا أيضاً من مستشفى بلجرشي لمستشفى الملك فهد بحجة وجود مشكلة لا يعلمونها، وبالفعل تم نقله لألتقي بالجراح الذي أكد لي وجود مشكلة هضمية تنفسية عبارة عن «ناسور مريئي رغامي» – بمعنى أن المريء مفصول عن بعضه والجزء العلوي منه مسدود – وقال لابد من إجراء عملية جراحية يتم اختبارها بعد سبعة أيام، وبالفعل أجريت له العملية وعمره ثلاثة أيام ونجحت، ولكن لم يلتزم بكلامه ويختبر المريء بعد سبعة أيام، بل إن طفلي تُرك مدة 16 يوماً». نجاح العملية.. ولكن وزاد «بعد ذلك اختبر المريء ليجده يعمل جيداً والحليب يصل للمعدة والإشاعات الموجودة بالملف تثبت ذلك، ولكن تفاجأت بعد عشرين يوماً بالطبيب يخبرني بوجود «تسرب بالمريء». ولابد من عملية أخرى لإعادة التركيب وإجراء أنبوبة تغذية ووافقت على ذلك أملاً في شفائه وبعد عملية دامت لسبع ساعات خرج الطبيب ليخبرني بأنه «قطع المريء»! ولا يوجد حل سوى الانتظار ثلاث سنوات لعله ينمو»!! وأخبرني بأن وضعه جيد وباستطاعته الخروج معي بعد أسبوع؛ تعجبت من كلامه ذاك وطلبت تحويله وتمت الموافقة، ولكن تأخرت بسبب عدم وجود سرير، وكنت كل يوم أرى ابني يموت ببطء «أجهزة مخيفة، وتنفس صناعي، وأنبوبة تغذية ومع هذا لايتغذى» وقررت التوجه بنفسي لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض محاولاً استعطافهم وشرحت لهم وضع ابني لأتفاجأ بقولهم إن ابنك بخير ويوجد مَن هو أحق منه بالسرير، استغربت ذلك وأفهمتهم أن الطفل يرقد في العناية المركزة منذ شهر، ويعيش على الجهاز التنفسي وقد قطع مريئه فوضحوا لي أن التقرير الذي وصلهم من مستشفى الملك فهد بالباحة يقول غير ذلك، وأن الطفل يوجد في غرفة تنويم «عادية»، فتم الاتصال بالطبيب الجراح هنالك من قبل أطباء التخصصي وطلبوا منه تقريراً حقيقياً لحالة ابني، وبالفعل أرسل التقرير ودبر كرسياً سريعاً، وجاءت موافقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز «رحمه الله» في حينها ونقل بالإخلاء الطبي لتبدأ رحلة العلاج». تقرير منافٍ ويواصل خلوفه حديثه قائلاً «التقرير المنافي للحقيقة موجود في التخصصي، وبعد ذلك استلم أحد الجراحين الأكفاء هنالك ابني وهو «شبه متوفى» وأخبرني بأن العملية بسيطة ولكن كيف بالإمكان تعويض المريء الذي قطع «بحجم 4سم»، وأجريت العملية ولكن لم يستطيعوا التوصيل وأوضح لي الطبيب أن الأمر يحتاج لحل سريع لأن المريء كان ساقطاً على الرئة مما تسبب في التهاب شديد في الرئة نجا منه برحمة الله، فتم عمل فتحة صغيرة في الرقبة وإخراج المريء من خلالها لتصريف اللعاب والسوائل للخارج بدلاً من سقوطه على الرئة، وفتحة أخرى في المعدة إلى أن أصبح عمره 11 شهراً». 18عملية ويضيف «وبعد تلك المدة أجريت له عملية أخرى ولم يحصل أي تحسن في المريء مما أجبر الأطباء لنقل المعدة من مكانها إلى الصدر ويقول بحرقة «معدة ابني في صدره»، ولكن دون جدوى، وأطباء التخصصي يعجبون إلى هذا اليوم من فشل إصلاح المريء، وأكدوا لي أيضاً أن ترك المريء دون اختبار مدة 16 يوماً يعد خطأً ثانياً وأكدوا لي أيضاً أن التسرب لو ترك لالتأم دون تدخل جراحي، وأن العملية برمتها وفتح القصبة الهوائية كانت أخطاء واضحة من الطبيب المعالج. وقد خضع ابني حتى الآن لأكثر من 18عملية وأخشى على ابني بسبب كثرة التخدير والعمليات فضلاً عن خوفي من الأطباء. طلب تنازل وعن مواجهة الطبيب المتسبب، أوضح العامري «لم نواجه الطبيب بشيء، ولكن بعد نشر موضوعي في»صحيفة الشرق» سابقاً وصل اتصال لأحد الزملاء من طبيب آخر موجود حالياً في « لندن» يطلب التوسط وحل الموضوع ودياً، ولكنني رفضت لأنني أريد حقي شرعاً ومحاكمة أطباء ليس لهم من مهنتهم سوى الاسم». ويضيف «التقيت أيضاً بالطبيب المتسبب بمحض الصدفة قبل أيام في المستشفى، وحاول هو الآخر طلب التنازل مني بحجة أن ابنه مريض وهو ممنوع من المغادرة بسبب القضية التي عليه». وعود «الهيئة» ويضيف: أما أنا وأسرتي فقد أصبحنا مشتتين ما بين الرياضوالباحة وأبها أرهقنا السفر كل أسبوعين وثلاثة من أجل عمليات طفلي من جانب، وبسبب مطاردة الهيئة الصحية الشرعية في أبها التي لم أخذ منها ومن مديرها سوى الوعود و»اذهب وسنتصل بك قريباً» و»اذهب وسوف نبلغك قريباً»، علماً بأنهم لم يتحركوا في قضيتي إلا بعد أن نشر موضوعي وبعد ذلك سكت عنها حتى الآن ولا أعلم ما مصيرها ومتى سينظر بها». عبرات ألم وأكمل والد الطفل «تخنقنا العبرات ونحن نرى طفلنا يشتهي أن يأكل مع إخوته ويطلب ونمنعه فقد تجاوز العامين ونصف العام وهو لا يأكل ويعيش على السوائل فقط كالعصير والزبادي». ويضيف «وفي مرات يستغفلنا لأكل بسكويت أو حلوى أو فاكهة لنلحقه في اللحظات الأخيرة ليتم إسعافه في التخصصي وتجرى له عملية توسعة، وهكذا نظل نتألم ونحن نشاهد نظراته للأكل. وبسبب بقائه ما يقارب العام من عمره دون أكل فقد خسر نسبة كبيرة من الأنسولين الذي بسببه أصبح يتعب كثيراً لعدم وجود مخزون غذائي بسبب مشكلة المريء، التي أحدثت مشكلات أخرى عديدة حتى يتم إسعافه بسكر في الوريد فضلاً عن تعبه الأساسي. أيام قاسية وقال عن معاناتهم خلال فترة علاجه «كان قلبي يتقطع على ابني، كنت كل لحظة انتظر سماع خبر سييء فقد ممرنا بأيام قاسية ومريرة ومازلنا نعاني، وخلال تلك الفترة انقطعت فترة عن حياتي العملية وابني الأكبر تركته عاماً عن الدراسة، وتركنا حياتنا كلياً في المنطقة الجنوبية لننتقل بعد ذلك للرياض حتى خرج ابني وبحسب تقرير الأطباء فإن ابني سيظل على ذلك سنوات عديدة قادمة ويضيف: أن هذا الطفل جبر قلوبنا بفقدنا للأول، وقد استعد إخوته لاستقباله ولكن لم نكن نعلم أن القدر سيرمي بنا بأيدي مثل أولئك الأطباء الذين لا يحملون ذمة ولا ضميراً ويضيف: أطالب بالنظر لمثل هذه المستشفيات، فهي تفتقر للكفاءات الطبية وللخدمات، وأطالب الهيئة الصحية الشرعية بسرعة البت في قضيتي طفلي. البت في المعاملة وشكر والد الطفلين الأطباء الأكفاء في التخصصي وكل مَنْ وقف معه في أزمته، كما قدم شكراً خاصاً ل» الشرق» قائلاً: لولا أن قيّض الله لنا صحيفة «الشرق» لظلت معاملتي أعواماً عديدة وعديدة ضائعة في الهيئة الصحية كما حدث عامين كاملين إلى أن نشر الموضوع وقد وردت المعاملة للهيئة مرة أخرى بعد طلب فصلها لقضيتين من قبل الشؤون الصحية في منطقة الباحة حسب توجيهات القاضي والأعضاء في «هيئة عسير» بتاريخ 1433/12/1ه وحتى اليوم لم يتم البت فيها. ومازلت أنتظر وأرجو ألا يطول بنا الانتظار، فالطبيب مازال يمارس مهنته وأخشى أن يتعرض غيري لمثل ما تعرضت له مع ابنيّ. فالتأخير ليس لصالح مجتمع وثق وسلم نفسه لوزارة الصحة … خالد مع والده