أكد مؤسس الحراك الجنوبي في اليمن – رئيس الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب – العميد ناصر النوبة أنه والقوى السياسية في جنوب اليمن لن يسمحوا “لمَنْ دأب على سلوك الأهواء والمجازفات السياسية لتحويل القضية الجنوبية رأس حربة بيد إيران لتوجيهها صوب أشقائنا في دول الخليج”. وحذر النوبة بعض القيادات الجنوبية من مغبة نتائج اللقاءات التي تجريها هذه القيادات في بعض العواصم العربية والإسلامية، التي تكشف عن نوايا مبيتة لهم ولأطراف أخرى لجر الحراك الجنوبي وقضيته العادلة إلى أتون المزايدات والصراعات الإقليمية التي تخدم بعض القوى في الشرق الأوسط وتستهدف المحيط الإقليمي والجيران في منطقة الخليج العربي. وجاء تحذير النوبة على خلفية لقاءات يعقدها الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض وقيادات جنوبية أخرى مع مسؤولين إيرانيين بشأن القضية الجنوبية ودعم الحراك الجنوبي. وقال العميد النوبة ل “الشرق” إن شعب الجنوب رغم تباين آراء بعض شرائحه وأطيافه، إلا أن معظم قواه تُجمع اليوم على هدف نيل الاستقلال ولديها القدرة لتحديد كيفية الوصول لتحقيقه في ظل الظروف والمستجدات والمتغيرات السياسية التي تمر بها المنطقة. وأضاف النوبة أن المجتمع الدولي أصبح على قناعة بعدالة القضية الجنوبية التي ينبغي أن تتجنب الدخول في مأزق سياسي جديد تبعاً لتلك الأهواء والمصالح السياسية غير المدروسة ، وما سيترتب عليها مستقبلاً، مطالباً تلك القيادات بالاستفادة من الدروس والعبر السابقة، ونتائج ذلك السلوك السياسي الإقصائي المتفرد، الذي لا يزال شعب الجنوب يئن من نتائجه، ومن فرض الوصاية عليه وإدخاله في تباينات لا تخدم القضية الجنوبية ومسار أهدافها”. ودعا النوبة الأطياف السياسية الجنوبية كافة إلى العمل لإيجاد رؤية موحدة تهدف أولاً للّم شمل أبناء الجنوب وتوحيدهم نحو هدف الاستقلال، وثانياً لإيجاد الطرق والوسائل الكفيلة بتوحيد جهودهم لتحقيق ذلك الهدف بعيدا عن حشر القضية الجنوبية في صراع القوى الإقليمية ووضعها حلقة للمزايدة ضمن حلقات السيناريو والمخطط الإيراني الذي يستهدف دول منطقة الخليج، مبدياً عتبه لتجاهل القضية الجنوبية في المبادرة الخليجية لمعالجة الأوضاع في اليمن باعتبار الجنوب يشكل العمق الاستراتيجي لاستقرار الأوضاع في منطقة الجزيرة والخليج ولكون أمنه واستقراره – كان تاريخياً – جزءاً من استقرار وأمن دول الخليج.