اختلفت مواقف قيادات الحراك الجنوبي في اليمن من اتفاق المصالحة المبرمة في الرياض، الذي جاء بناءً على المبادرة الخليجية، وتضمن تنحي الرئيس ونقل السلطة. قال مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة رئيس الهيئة الوطنية العليا للاستقلال ل «الشرق» إنهم في الحراك «لا يعنيهم اتفاق الرياض، وليسوا طرفاً فيه، كون قوى الحراك حددت موقفها الرافض للمبادرة الخليجية منذ إعلانها من قبل دول مجلس التعاون الخليجي» في حين قال محمد حسين المارمي مسؤول الحراك في محافظة أبين «مادام الاتفاق سيعمل على حقن دماء اليمنيين، وإيجاد حل للقضية الجنوبية فلا مانع من دعمه ومباركته، لتضمنه رحيل صالح عن السلطة». النوبة أشاد بالدور الخليجي لحل الأزمة في الجمهورية العربية اليمنية، على اعتبار أنه لا يعترف بالوحدة، ويتعامل مع النظام كمحتل، وعاتب دول الخليج على منحها الرئيس صالح ونظامه حصانة من الملاحقة القضائية، وقال إن النظام قتل أكثر من ألفي شخص من الجنوبيين منذ انطلاق ثورتهم قبل أربعة أعوام . وأشار العميد ناصر النوبة وهو أول من تزعم تظاهرات للمتقاعدين العسكريين والأمنيين في الجنوب عام 2007 – إلى أن المبادرة الخليجية أغفلت القضية الجنوبية، وتعاملت معها كقضية ملحقة بأزمة الشمال على حد وصفه.خشية من انقلاب صالح على اتفاق الرياض من جهته، قال محمد المارمي إن المبادرة الخليجية ستقود الجنوبيين إلى إرساء وحدة مع شطر اليمن الشمالي على أسس جديدة، وليس وحدة ضم وإلحاق، كما هو حاصل بعد عام 1994، والتي شهدت انقلاب الرئيس صالح على وثيقة «العهد والاتفاق» التي أبرمت في الأردن بين الشمال والجنوب حينذاك، وانتهت بحرب قادها صالح ونظامه على شريكه في دولة الوحدة، وتمنى المارمي في تصريحه ل «الشرق» ألا يقوم نظام الرئيس صالح بالانقلاب على اتفاق الرياض، كما حصل مع وثيقة العهد والاتفاق، مبدياً استعداد غالبية أبناء الجنوب وقواه السياسية لدعم الاتفاق وإنجاحه، في حال عملت دول الخليج على الضغط على الرئيس صالح لتنفيذ الاتفاق، وعدم خرقه، معتبراً ما يحصل في محافظة تعز من استهداف للمدنيين خرقاً للاتفاق.القاعدة تصف صالح بالشرطي وقال أحد قادة تنظيم القاعدة في إمارة جعار الإسلامية -حسب تسميته- والذي يكني نفسه حركياً بأبو كنانة، أن المبادرة الخليجية لن تمنعهم من مواصلة الجهاد حتى إزالة نظام علي عبدالله صالح، الذي وصفه بالشرطي في بوابة أمريكا واليهود، حسب تعبيره.