ذكر شهود عيان في اتصال هاتفي مع «الشرق» أن مواجهات عنيفة ما زالت تدور لليوم الثاني على التوالي في حي بابا عمرو وأن إطلاق نار كثيف يعيق حركة سيارات الإسعاف ونقل المصابين ولا زال الحي يتعرض لقصف شديد من قبل قوات النظام. وذكر الشهود أن القناصة ينتشرون على أسطح المنازل في حي الإنشاءات القريب من بابا عمرو وأن الشاب «محمد منهل الأتاسي» قتل برصاص أحد القناصة وهو إمام مسجد أثناء خروجه من المسجد بالقرب من مشفى الحكمة وهو ابن مفتي حمص الشهير «طيب الأتاسي» كما سقط في حي بابا عمر14 قتيلاً بينهم ثلاثة من عائلة المصري (عبد الكريم، منى ،عبد الرحيم) كما قتل ثلاثة أيضا من عائلة السقا (زينو ، ربيعة ، عامر). وكذلك عرف اسم الشاب ياسر السباعي من حي الإنشاءات الذي اغتيل برصاص القناصة مساء أمس. وقال الشهود إن هناك اعتصام لوجهاء ورجال دين أمام فندق «السفير» القريب من حي الإنشاءات بدأ بعد ظهر أمس وعرف من المعتصمين الشيخ سهل جنيد والشيخ صفوان مشارقة والشيخ حسام حالو وآخرين من علماء الدين وزعماء القبائل وأعلنوا أنهم سيستمرون بالاعتصام حتى إنهاء الحملة على حي بابا عمرو، ودعا المعتصمون كل رجال الدين من جميع الأديان للاعتصام والوقوف إلى جانبهم. وذكر الشهود أن مظاهرات خرجت في معظم أحياء حمص تضامنا مع بابا عمرو، وفي المساء ارتفعت أصوات التكبير من الجوامع وأسطح المنازل في جميع أنحاء المدينة وأضاف الشهود أن المواجهات العنيفة اندلعت أول أمس بين الجيش السوري الحر وجنود النظام في حي بابا عمرو، بعد هجوم شنه الآلاف من جنود النظام مدعومين بالدبابات والمروحيات، وتحدث الشهود ل»الشرق»عن معارك ضارية دارت من شارع إلى شارع هناك، واستخدمت قوات النظام المدافع الثقيلة والدبابات في هجومها على الحي السكني كما شاركت المروحيات العسكرية في الهجوم، وشوهد الطيران الحربي يحلق في أجواء المدينة، كما قصفت معظم أحياء المدينة بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، ففي حي البياضة سمع دوي انفجارين هائلين، كما أطلق جنود النظام رصاص الرشاشات الثقيلة على حي القصور من جهة سوق الهال، وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في حي الخالدية الذي يقع في قلب المدينة، وقصفت قوات النظام حي باب السباع بالمدفعية كما أطلق عناصر الأمن الرصاص من مدافع رشاشة على الحي، وبحسب الشهود فإن أعمدة الدخان تصاعدت من معظم مناطق المدينة، وإن الاتصالات والكهرباء مقطوعة عن تلك الأحياء. وأضاف الشهود أن ما يحدث في حمص هو حرب حقيقية يشنها النظام على مرأى من الجامعة العربية والمجتمع الدولي. وكان المجلس الوطني السوري أكبر حركات المعارضة دعا أمس الأول الجامعة العربية التي وصلت بعثة من مراقبيها إلى دمشق، إلى التوجه إلى مدينة حمص حيث يحاصر آلاف الجنود حي بابا عمرو وأحياء أخرى. وقال المجلس في بيان له إن «حي بابا عمرو يشهد حصارا شديدا وتهديدا خطيرا باقتحام أحياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف عسكري مدعومة بالآليات». وحذر المجلس من «تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الإنسانية في حمص التي يستغيث أهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم إن لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها إلى هناك فورا». ودعا المجلس الوطني السوري المراقبين العرب إلى «التوجه بشكل عاجل وفوري إلى حمص والدخول إلى الأحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من أجله»، كما طلب من المراقبين «التوجه إلى كل المناطق الساخنة في سوريا أو الانسحاب وإنهاء المهمة إن لم يكن ذلك ممكنا لهم». وحمل الجامعة العربية والمجتمع الدولي «مسؤولية الدماء التي تنزف في سوريا والمجازر التي يرتكبها النظام». وتشكل حمص ثالث مدن البلاد، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد، وتشهد المدينة تظاهرات ومواجهات يومية ونفذت إضرابا عاما مستمرا منذ أكثر من أسبوعين.