البشرى كانت رائعة، وكبيرة، ومفرحة لدرجة أنني – وغيري كثر- لم أجد تعبيراً مناسباً بعد أن انتهى سليمان العيدي من تلاوة الخبر السعيد سوى أن تنهدت وقلت “الحمد لله". نعم الحمد لله الذي أنعم على الوالد الإنسان الكبير المحبوب “عبدالله بن عبدالعزيز" بالشفاء، وغادر المستشفى. مساء أمس الأول “الأربعاء" كنت مدعواً لدى الصديق الشاعر الكبير “علي الدميني"، الذي لم أره منذ فترة طويلة، وكان هناك مجموعة من الأصدقاء المثقفين الرائعين، وكانت “صحة الملك" أول محور للحديث في جلستنا، إذ إن الجميع مشرئِبّ متطلع للاطمئنان على شفاء “أبو متعب".. وكان أول سؤال سأله الحضور فور دخولي: ما هي معلوماتك عن “طويل العمر"؟ فأكدت لهم أن الملك بخير، وذلك في ضوء اتصالاتي شبه اليومية ببعض الأصدقاء المطّلعين عن قرب. ودار الحديث عن تفاصيل وأسرار الحب الجارف المتدفق من الناس بعفوية وصدق للملك، وأجمع الكل على أن عفوية وصدق الملك وقراءة الناس لمشاعر الحب التي يسبغها عليهم هي السبب، وهي مشاعر كانت ومازالت وستظل – بإذن الله – العنوان العريض للوطن كله، هذا الوطن الحبيب الذي تحول في عهد – أبو متعب – إلى ورشة عمل لا تهدأ، ومعركة تنمية لا تنتهي، وأغنية حب لا يتوقف عزفها، وقصيدة غزل لا تنضب أبياتها. يا “أبا متعب".. أتعَبنا مرضُك، وأسعَدنا شفاؤك، فهو شفاء لوطن يتغنى أهلُه كلّهم بحبك والوفاء لك، كلهم، كلهم بلا استثناء: المرأة والرجل، الكبير والصغير، الحاضر والمسافر.. فأينما التَفتَ أيٌّ منهم يجد نفسه في حقل من حقول إنجازات “عبدالله بن عبدالعزيز" لوطنه وأهله، ويجد كلمة “الحب" عنواناً لكل كلمة ينطقونها عن “الملك". يا “مليك القلوب والعقول والمشاعر": أبناؤك وبناتك وإخوانك وأخواتك في وطنك، يضعونك في شغاف قلوبهم، وبين أهداب عيونهم، حباً وتقديراً وإجلالاً لشخصك الكريم، وإنجازك العظيم، وفِعلك التاريخي الخالد، وهم على ثقة أنك رجل الأفعال الحضارية التاريخية، وزعيم الإنجازات الخالدة، وصِحّتك “يا طويل العمر" عندهم لا تعادلها كنوز الدنيا كلها، إذ إن دنياهم هي وطنهم، ووطنهم هو قيادته التي تسير به من الجميل إلى الأجمل، ومن الكبير إلى الأكبر، ومن الرائع إلى الأروع، وأنت يا “حبيب الناس، فعلتَ وأنجزت، وهم واثقون كل الثقة أنك ستفعل وتنجز، وأن الخير والتقدم والحب على يديك يتدفق". يا “أبا متعب".. مرضك أتعَب أهلك في وطنك كله، وشفاؤك أسعد أهلك في وطنك كله، وكلهم، كلهم يغردون الآن، ويغنون، ويرقصون فرحاً وحباً، ويرددون: “نحمد الله جت على ما نتمنى". الحمد لله، الحمد لله، والتهنئة لكل من يتنفس الهواء، ويشرب الماء في المملكة العربية السعودية الرائعة.