فشلت الجهود الأمريكية في الجمع بين الرئاسات العراقية الثلاث (رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان) ورئيس إقليم كردستان مسعود برزاني، بغرض مناقشة أزمة المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. وكشفت مصادر كردية مطلعة ل»الشرق» أن جهود دبلوماسية أمريكية بُذِلَت خلال زيارة نائب وزيرة الخارجية الأمريكية توماس نايدز، إلى بغداد ولقاءاته مع الرئاسات الثلاث، من أجل عقد اجتماع مشترك يحضره رئيس إقليم كردستان. من جانبه، قال نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، في بيانٍ له، إنه «اجتمع مع كبار المسؤولين في بغداد ودعاهم إلى تخفيف حدة التوتر في المناطق المتنازع عليها في الشمال». بدوره، نفى القيادي في ائتلاف دولة القانون، النائب ياسين مجيد، تحديد موعدٍ للقاء بين رئيس الوزراء نوري المالكي وقيادات سياسية كردية، مؤكداً أن المالكي لم يجتمع بنائب الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، خلال وجود الأخير في بغداد بصحبة رئيس الجمهورية جلال طالباني. وأشار «مجيد»، في تصريحاتٍ صحفية، إلى أن مقترح المالكي لحل قضية المناطق المتنازع عليها عبر إخضاعها لإشراف أبنائها مازال قائماً ولو بصورة مؤقتة لحين اتفاق كل الأطراف على الحل بصورة نهائية وفق الدستور والقنوات القانونية. تصعيد في المواقف وتأتي المحاولات الأمريكية لإنهاء التوتر بعد تصعيد المواقف بين بغداد وأربيل إلى درجة تصريح الأكراد علناً ب»أنهم سيدافعون عن كيانهم السياسي بعد أن استعد رئيس الوزراء لاحتلال كردستان». وقال مسعود برزاني «كنا ومازلنا نحاول حل خلافاتنا عبر الحوار والتفاوض وفق مبادئ الدستور، ونحن نرفض بشكل قاطع إراقة الدماء». وخلال كلمةٍ له أمس في حفل تخرج دفعة جديدة من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني، أضاف برزاني «لكن إذا تعرضنا لأي اعتداء أو هجوم غير مبرر، عندها سنرد وبكل قوة، فنحن لن نقبل بالتفرد وممارسة الظلم والقمع». تدخل برلماني في سياقٍ متصل، أعلن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي جمعة المتيوتي، أن وفداً من اللجنة ومكتب القائد العام للقوات المسلحة سيتوجه الأسبوع المقبل إلى إقليم كردستان لمناقشة مشكلة الوجود العسكري في المناطق المشتركة. ولفت إلى أن «الاجتماع الذي جرى أمس الأول بين لجنة الأمن والدفاع النيابية ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، اقترح سحب جميع القطع العسكرية التابعة لوزارة الدفاع أو البيشمركة مناطق النزاع والتوجه نحو الإقليم لمعرفة رأي مسؤوليه في الأزمة الأخيرة». من جانبه، بيّن النائب حاكم الزاملي، العضو في ذات اللجنة، أن اللجنة اجتمعت بقادة ميدانيين في الجيش الاتحادي واستمعت إلى وجهات نظرهم بشأن حل الأزمة بين حكومتي بغداد وأربيل»، مؤكداً أن «أعضاءها سيتوجهون إلى كردستان للقاء قادة وضباط البيشمركة لنفس الغرض». وكشف الزاملي، في تصريحات صحفية أمس، أن لجنة الأمن النيابية ستعمل على دراسة مقترحات الطرفين والتوصل إلى أفكار مشتركة بغية تقديم حلول جدية للأزمة، مشدداً على أن «المشكلة القائمة بدأت تثير القلق لدى مواطني بغداد وأربيل، إذ وصلت حدوداً لا تطاق، وقد يؤدي تهور جندي إلى نشوب حرب لا تُحمد عقباها». وأكمل قائلاً «جميع الأطراف السياسية بدأت تشعر بخطورة الموقف، وبالخوف من اندلاع اقتتال قومي، لذا ستعمل اللجنة البرلمانية على تفادي ذلك».