الدمام – فاطمة آل دبيس آل إبراهيم: يجوز للرجل هجران زوجته في حال تقصيرها مريط: انعدام الحب بين الطرفين يوقعهما في فجوة الفراغ العاطفي الفاخري: يخضع الزوج للعلاج لو ثبت أنه مريض رصدت محاكم المملكة العام الماضي 239 حالة هجران في المضاجع، عبر إحصاء عدد الدعاوى التي تقدمت بها السيدات إلى المحاكم، يشتكين فيها هجران أزواجهن، ويطالبن بمعاشرتهن بالمعروف. مناصحة الزوجين وأكد مصدر قضائي (تحتفظ «الشرق» باسمه) أن المحكمة لا تستطيع إجبار الزوج على معاشرة زوجته، بل تلجأ للمناصحة بينهما ومعرفة أسباب الجفاء، وإعطائهما مهلة لتتحسن علاقتهما، وتعمل المحكمة على فسخ عقد النكاح إذا لم ينصلح وضع الزوجين. وأكد أن مطالبة الزوجة في المعاشرة ليست ناتجة لهجران الزوج في الفراش فقط، فقد تكون عدم قدرة الزوج على إرضائها وقت الجماع سبباً لتقدمها للمحكمة، وكذلك معاملتها بالإساءة، بضربها أو شتمها، أو عدم الإنفاق عليها، مبيناً أن للمحكمة آلية معينة في مثل هذه الحالات، حيث تستدعي الزوجين، وعند إقرار الزوج بهجرانه زوجته، تطالب المحكمة بمعرفة الأسباب، وفي حال كان السبب مَرضياً أو نفسياً، يُعطى الزوج مهلة للعلاج، حفاظاً على هذا العقد الغليظ. مرض الزوج وبيّن عضو جمعية حقوق الإنسان والمستشار القانوني خالد الفاخري، أن بعد عرض الزوجين على القضاء، يتم نقل قضيتهما إلى هيئة إصلاح ذات البين، ويعرض الزوج على الطبيب المختص للعلاج لو ثبت أنه مريض، وفي حال كان الرجل بصحة جيدة، وأعلن عدم رغبته في الزوجة، فله أن يطلقها، كما يمكن للمرأة المطالبة بفسخ عقد النكاح لعدم قيام الزوج بواجباته تجاهها. وأوضح رئيس مركز البيت السعيد الشيخ صالح آل إبراهيم، أن حكم هجران الزوجة في المضجع جائز في حال كانت مقصّرة في واجباتها، وذلك بعد وعظها والتدرج في الوعظ، وما لا يجوز هو أن يطيل الرجل هجرانه، حيث إن الهدف من الهجر ليس العقاب، بل لتعود الحياة الزوجية أفضل مما كانت عليه. وبيّن آل إبراهيم أن من بين الحالات التي وردت للمركز، تقدمت إحدى الزوجات تشتكي أن زوجها هجر المنزل منذ عام، وعند استدعاء الزوج للوعظ، أفاد بأنه كان يعتقد جواز ما فعله، وحين علم أن هجرانه محرم شرعاً عاد لمنزله. تأهيل الرجل وأوضح الاختصاصي الاجتماعي فؤاد المشيخص، أن عدم تأهيل الرجل قبل الإقدام على الزواج سبب للمشكلات التي تواجهه فيما بعد، وبنائه مفهوم الزواج على مواصفات خارجية، وحين يصل الأمر إلى مرحلة الشغف بالجمال يبدأ باكتشاف عيوب زوجته، مشيراً إلى التقاليد التي تحيل دون مصارحة الزوجين برغباتهما، وعدم تثقفهما بأهمية البوح بها، بل يكتسبونها من المسلسلات المعروضة على الفضائيات، وهي غالباً غير حقيقة أو متناسبة مع الواقع. انعدام الحب فيما كشف الاختصاصي النفسي خالد مريط، عن الأسباب النفسية التي قد تؤدي إلى هجران الزوج زوجته في الفراش، منها الخلافات وانعدام الاحترام والحب بين الطرفين، ما يؤدي إلى وقوعهما في فجوة الفراغ العاطفي. وأشار إلى أن العلاقة الجنسية بين الطرفين قائمة على حالتهما النفسية، فالاكتئاب يضعف الرغبة الجنسية لدى الرجل، ولا يمكن إجباره بالقضاء على معاشرة زوجته لعدم تهيئه نفسياً. وذكر استشاري أمراض النساء والولادة والعقم الدكتورعادل ندا، أن أسباب عدم قدرة الزوج على معاشرة زوجته عديدة، منها نقص هرمون الذكورة وهرمون الغدة الدرقية لديه، أو تصلب الشرايين، إضافة إلى استخدام الرجل بعض الأدوية كمضادات ارتفاع ضغط الدم، أو أدوية علاج الاكتئاب، وأكد أن أغلب الحالات يمكن علاجها، إلا أن مدة التجاوب مع العلاج تختلف من شخص لآخر.