جانب من مظاهرة سابقة لمؤيدي مقتدى الصدر بغداد – مازن الشمري خرج الآلاف من أهالي مدينة الصدر العراقية اليوم في تظاهرة ضد رئيس الوزراء نوري المالكي، انطلقت من ساحة 55 تجاه ساحة المظفر، فيما حلَّقت طائرات مروحية عسكرية فوق المدينة التي تضم ثلاثة ملايين نسمة من مؤيدي رجل الدين الشاب مقتدى الصدر. وطالب المتظاهرون رئيس الحكومة بالاعتذار لزعيمهم عن تصريحاته الصادرة عن مكتبه أمس، التي عدّ فيها تصريحات وبيانات الصدر حول صفقة الأسلحة الروسية “غير ذات أهمية، ومتناقضة، وسرعان ما يتم الانقلاب عليها ولا تتطابق الأقوال فيها مع السلوك”. وحمل المتظاهرون صور مقتدى الصدر والأعلام العراقية، ورددوا عبارات تندد بالمالكي وتصريحاته، فيما كثفت القوات الأمنية من وجودها، وعملت على تأمين التظاهرة وقطعت الطرق المؤدية إليها. وتعد هذه التظاهرات ثاني تحدٍّ للمالكي خلال أيام، بعد أن زار رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني، محافظة كركوك المتنازع عليها، وشدد في خطاب له أمام قوات البشمركة، بأن قبول الأكراد في المادة 140 من الدستور الداعية لتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها لا يعني عدم كردية كركوك. بدوره؛ أكد صلاح العبيدي، المتحدث باسم زعيم التيار الصدري، أن “بيانات الصدر تعبر عن لسان حال الشارع العراقي”. ونقل بيانٌ للهيئة الإعلامية العليا للتيار الصدري عن العبيدي قوله “إن بيانات الصدر تُقدَّم له باستفتاء أو بيان رأي حول ما يحدث في الساحة السياسية من مستجدات”، مضيفاً “أن الشارع العراقي هو من يحدد إن كانت الآراء التي تصدر من الصدر متناقضة أم لا”. وكان زعيم التيار الصدري انتقد خطاب رئيس الوزراء الأخير تجاه الشركاء السياسيين، ونقل بيان للهيئة السياسية للتيار الصدري عنه قوله “إن ما تضمنه خطاب رئيس الوزراء من تهديد محض يمثل خطأ فادحاً ويجب أن لا يتكرر”. وشدد الصدر على “ضرورة أن يبدِّل رئيس الوزراء كلامه، وأن يلين لسانه نحو شركائه”، مشيراً إلى “أن تسليح الجيش العراقي أمر لابد منه، لكن بشروط، منها أن لا يكون السلاح من دولة محتلة للعراق، وأن لا يكون فاسداً ولا قديماً، ولا يكون بأضعاف سعره، وأن يكون لأجل العراق لا لدولة أخرى”. وفي ذات الإطار، استنكرت كتلة الأحرار التي تملك 44 نائباً في البرلمان العراقي ما أسمته تطاول رئيس الوزراء على بيانات زعيم التيار الصدري ووصفها بأنها لا قيمة لها. وقال المتحدث باسم الكتلة مشرق ناجي، إنه “في الوقت الذي نستنكر هذه التجاوزات على رمز من رموز العراق، فإننا غير معنيين بتقييمات رئيس الوزراء فهي لا قيمة لها”. وأضاف ناجي، في بيانٍ حصلت “الشرق” على نسخة منه، أن المعني بتقييم تلك البيانات وأثرها هو الشعب العراقي “لأن جميع بيانات الصدر تنطلق من منطلقات وطنية مستشعرة تطلعات وتوجهات أبناء الشعب وتعبر عن إرادته، وتترجم ما يعانيه من حالة التردي بسبب الفساد وسوء الإدارة، وبالتالي المعني بتلك البيانات وتقييمها هو الشعب وليس رئيس الوزراء، أو وعاظ السلاطين المحيطين به”، بحسب تعبيره. بغداد | مازن الشمري