تناثرت نسخ الكتاب الأخضر وصور العقيد القذافي وكتب تتحدث عنه في أرجاء مقر حزب الحركة القومية للديموقراطية المباشرة، الحزب الأردني المحسوب على نظام الزعيم الليبي الراحل. وهذا يوضح تماماً حالة الاضطراب التي يعيشها الحزب، الذي شهد انشقاقات وخلافات حادة بعيد اندلاع الثورة الليبية، حيث وجد أعضاء الحزب أنفسهم أمام تيار شعبي أردني جارف مؤيد للثورة، فيما بقيت قيادته مترددة ولم تتخذ أي موقف علني مع الثورة، كما لم تجرؤ على اتخاذ موقف علني مؤيد للعقيد. وتشير أوساط سياسية وصحفية أردنية إلى علاقات مالية ومساعدات تلقتها الحركة من نظام القذافي على شكل هبات مباشرة أو على شكل بعثات دراسية في الجامعات الليبية لمقربين من الحركة. ولكن أمين الحركة «نشأت أحمد» نفى هذه التهم، وقال ل «الشرق» إن علاقة الحركة لم تكن مع الدولة الليبية ولكن مع الحزب الحاكم، اللجان الثورية، وأنها كانت علاقة ثقافية فقط وليست سياسية، وهي تعود إلى أكثر من 18عاماً. ونفى أحمد أن تكون الحركة قد أيدت النظام الليبي، وتساءل إن كان أي شخص يملك دليلا على مناصرة الحركة للنظام الليبي أو أي نظام عربي آخر، مشدداً على أن موقف الحركة كان وما زال مع خيارات الشعوب، ولكنها أعلنت ومنذ البداية موقفاً ضد التدخل الأجنبي في ليبيا وأية دولة عربية أخرى. وعلى صعيد متصل أثارت صحيفة يومية أردنية ضجة عندما نشرت خبراً عن قيام وزير الزراعة الأسبق سمير الحباشة بمخاطبة رئيس الوزراء وقتها معروف البخيت قبل عدة شهور طلب فيه إعادة قطعة أرض تبلغ مساحتها 21 دونماً إلى ملك خزينة الدولة، حيث كان قد تم إهداؤها إلى العقيد القذافي قبل ست سنوات أثناء زيارة شهيرة له إلى الأردن. وبعد نشر الخبر تناقلت وسائل إعلام جزائرية خبر نية عائشة القذافي اللجوء للقضاء الأردني لمنع ذلك، إلا أن أوساطاً مقربة من حكومة البخيت قالت إن الأرض تمت إعادتها إلى ملكية خزينة الدولة الأردنية في سبتمبر الماضي. وكان الشارع الأردني يشعر بنوع من الإعجاب الممزوج بالكوميديا بشخصية العقيد، التي تجلت بوضوح أثناء زيارته للأردن عندما تجول في الأسواق دون حراسة، وتناول المثلجات مع المواطنين في محلات مكشوفة. لكن الأردنيين اندفعوا دون تحفظ في تأييد الثورة الليبية، ونظموا اعتصامات تضامنية أمام سفارة ليبيا في عمان. مقر حزب الحركة القومية للديموقراطية المباشرة (الشرق)