أمام وزير العمل المهندس عادل فقيه ثلاثة أيام فقط لإعادة صياغة «حافز» وتحرير هذا البرنامج من «قائمته السوداء»، التي أتت بطريقة ما أنزل الله بها من سلطان. «قائمة حافز السوداء» تعني ببساطة شديدة إقصاء حوالى مليون ونصف المليون عاطل، وعاطلة بسبب شروط لا دخل لها في حياة إنسان يريد أن يعيش عيشة كريمة، وبسبب التجاهل لفئة منتسبة للجامعات من الشباب والشابات يدفعون رسوم انتسابهم بعد أن حرمتهم الجامعات من فرصة الدراسة أسوة بالآخرين، وبعد أن صرح وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري بأنه سيتم قبول جميع الخريجين والخريجات من الثانوية العامة، وقال (بعظمة لسانه) سنقبل الجميع، ولكن نعتذر من البعض بأننا سنقبلهم في كليات غير التي يرغبون فيها لأن القبول بهذه الكليات حسب النّسب. كلام وزير التعليم العالي ليس جديداً علينا، فقد سمعنا مثل هذه الوعود منه ومن وزراء آخرين من قبل، وما زلنا ننتظر تحقيقها. «حافز» وضع المنتسبين والمنتسبات في قائمته السوداء، والجامعات قذفت بهم على الرصيف، وكأن الطرفين يدعمون مشروعات المقاهي الاستثمارية، ففيها (يتسدح) و(يتبطح) العاطلون، بعد مللهم من منازلهم وشبح الهم المخيم على عيون أهلهم وذويهم. المنتسبون للجامعات عاطلون، ولديهم «حافز» التعليم، وآباؤهم يسددون الرسوم من تقاعدهم المحدود، وهم أحوج ممن ضمتهم قائمة «حافز» التي ستُعلن الأسبوع المقبل، وأمام الجهات المعنية فرصة تحرير «قائمة حافز السوداء» ففيها ظلم ومجاهرة!