أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور سليمان أبا الخيل، أن تقديم المناصحة ليس من اختصاص «كل من هبّ ودب»، بل هي مهمة موكولة لأناس عرفوا الحق وأدركوا المصالح والمفاسد، وعملوا على تحقيق ذلك وفق المنهج الشرعي. وقال أبا الخيل، في تصريح ل «الشرق»، على هامش مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر مجلس الجامعة للحديث عن المؤتمر الدولي «النصيحة.. المنطلقات والأبعاد»: إن هناك بعض الأشخاص لا يملكون القدرة العلمية وترتيب الأولويات والمقاصد ومعرفة المصالح والمفاسد، فيدخلون في هذا الأمر ويقعون في أخطاء مهلكة، تؤدي إلى إثارة الفتن، وآثارهم سلبية وواضحة ما يترتب عليها من المخاطر والشرور. وأضاف أن هذا المؤتمر سيبين المفاهيم الصحيحة للنصيحة، إضافة إلى الفئات التي تحق لها المناصحة من عدمها والتي تستطيع أن تدلوا بدولها وفق الضوابط الشرعية السليمة. وتنظم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذا المؤتمر الدولي، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، الذي يناقش فيه 126 بحثا محكما عدة قضايا ذات جدل واسع. ومن ضمن الأوراق المطروحة للنقاش، ورقة بعنوان «الفرق بين النصيحة والحسبة.. دراسة فقهية تأصيلية»، وورقة «النصيحة وحقوق الإنسان»، التي تتناول جوانب تثار لأول مرة عبر منطلقات شرعية وحياتية، إضافة إلى عديد من الأوراق التي ستتطرق إلى النصيحة وصلتها بالحسبة وأحكام النصيحة الفقهية وضوابطها وشروطها. وأوضح أبا الخيل، خلال المؤتمر الصحافي، أنه تم استقبال 370 طلبا للمشاركة في المؤتمر، وبلغ عدد البحوث المحكمة 236 قبل منها 126 بحثا، من بينها 63 مشاركة من داخل المملكة العربية السعودية، ومثلها من الخارج توزعت على 16 دولة عربية، وإسلامية. وقال إن المتأمل في أمر النصيحة يرى أمرا عجبا من خلال تحسين القبيح وتقبيح الحسن ودس السم في العسل والتأويل المنحرف والاعتماد على الشهوة والشبهة والجهل المعمي، الذي دائما ما تأتي نتائجها عكسية في إثارة الفتن والقلاقل وبعث الحقد في النفوس وتغذية الخلاف والشقاق والتحزب والافتراق، الذي حذرت منه الشريعة المطهرة في الكتاب والسنة، لكن هناك شريحة، ليست بالقليلة، تنهل علمها، وخصوصا ما يلتصق بالنصيحة، من المنبعين الصافيين لهذا الدين (القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة)، وما كان عليه سلف هذه الأمة، لذا تأتي دعوتهم بحكمة وموعظة حسنة وبجدال بالتي هي أحسن، وبصيرة نافذة، لذا يأتي حديثهم مؤثرا على قلوب وعقول الناس جميعا. وأشار أبا الخيل إلى أن من أبرز أهداف المؤتمر بيان معاني النصيحة وحقيقتها وصلتها بمصطلحات أخرى حديثة وقديمة، وإبراز أهمية النصيحة وضرورتها للأفراد والمجتمعات، وكذلك التعرف على الصفات التي ينبغي على الناصح التحلي بها، وتوضيح المنهج الشرعي في النصيحة وكيفية التعامل مع فئات المنصوحين وإزالة الشبه حول مفهوم النصيحة، والتعرف على نماذج من تطبيقات النصيحة قديما وحديثا وتحليلها وتقويمها للاستفادة منها، والتعرف على أسباب نجاح النصيحة والدعوة إلى الأخذ بها والتعرف على معوقاتها ووضع الحلول لها، وكذلك المساهمة في نشر ثقافة النصيحة القائمة على محبة الخير للناس والحرص على صلاح حالهم الدينية والدنيوية وفق منهج عدل بعيد عن الأهواء الشخصية والنزعات الذاتية والتوجهات المنحرفة والأهداف الفاسدة.