مشهد من فيلم القانون لا يحمي العذارى الرباط – أ ف ب تعرض فيلم مغربي قصير بعنوان “القانون لا يحمي العذارى” لانتقادات لاذعة حتى قبل عرضه، حيث وجهت لوصلته الإعلانية على الأنترنت اتهامات ب”تقويض دعائم الدين” و”تشجيع المغربيات على فض بكارتهن بأنفسهن”. ويحكي الفيلم قصة فتاة زوجها والدها لرجل يكبرها سنا، فأقدم على افتضاض بكارتها بطريقة عنيفة ما دفعها الى الفرار عائدة الى منزل والدها، الذي اكتفى بمواساتها وحاول أن يصبرها ويقنعها بضرورة العودة الى بيت زوجها. لكن تردي حالة الفتاة صحيا سيؤدي الى وفاتها، ما جعل إحدى فتيات القرية تثور على الوضع، حيث تقدم في أحد مشاهد الفيلم على افتضاض بكارتها باستعمال أصابعها، وسط زغاريد وبكاء نساء القرية المتحلقات حول جثة الزوجة المتوفاة. ووجهت انتقادات لاذعة لهذا المشهد وللنسخة الترويجية (دقيقتان و24 ثانية)، حيث اعتبر من شاهدها على المواقع الاجتماعية انها “استفزازية وتمس بالحياء” و”تخدش مبادئ الدين” و”تشجع المغربيات على فض بكارتهن بأنفسهن” وتشكل “دعوة الى تخريب المجتمع”. بل ان بعض منتقدي الفيلم دعوا الى محاكمة مخرجه وطاقمه بحجة انهم “يشجعون على شيء لم يقره القانون ولا الشرع”، ويسعون الى “هدم ركائز الحشمة والحياء وتقويض دعائم الدين في المجتمع المغربي المحافظ”. ورداً على هذه الانتقادات، قال محمود فريطس مخرج الفيلم لوكالة فرانس برس “ان الفيلم القصير الذي تقارب مدته 26 دقيقة، سيكون صادما أكثر، وأقول لهؤلاء المنتقدين الفالحين في رفع الشعارات، ان يحضروا أنفسهم لاكتشاف الوجه القبيح للاغتصاب”. وأضاف فريطس ان “في الفيلم مشاهد لفتاة عارية وهي تتعرض للاغتصاب، أعمل على تقليصها في المونتاج قبل صدور الفيلم حتى لا تكون مجانية وحتى لا يصدم المصدومون أكثر. على المنتقدين ان يشاهدوا بشاعة ما يحصل وليكفوا عن إعطاء الدروس”. واعتبر المخرج ان “الأمر لا يتعلق بجرأة، بل بواقع تعيشه المغربيات، فمن منا لا يعرف ولا يتذكر عذابات أمينة الفيلالي التي انتحرت بسم الفئران بعد تزويجها من مغتصبها، وكل ذلك بسبب ظلم القانون والمجتمع. ان فيلمي مهدى الى روحها”. وتفجرت قضية الفتاة القاصر أمينة الفيلالي في المغرب قبل عدة أشهر بعدما أقدمت على الانتحار باستعمال سم الفئران بعد فترة وجيزة على تزويجها من مغتصبها، بموجب القانون الجنائي المغربي الذي يحمي المغتصب من السجن والعقاب اذا ما قبل الزواج من ضحيته. وفسر فريطس لوكالة فرانس برس مشهد افتضاض البكارة بالأصابع “كرد واحتجاج على القانون الذي يمهد ويشرع للمغتصب للاستمرار في اغتصاب ضحيته ما تبقى من حياتها، وكدعوة لحذف هذا القانون الجائر في حق النساء”. ويحاول الفيلم حسب صاحبه، التطرق الى موضوعي الاغتصاب وتزويج الفتيات القاصرات، وقد تم تصوير أحداثه قرب العاصمة الرباط، في أحد البوادي حيث تتبع الأسر تقليد تزويج بناتها في سن مبكرة. أ ف ب | الرباط