تتواصل فصول الأزمة السورية دون أن يكون هناك أي آفاق لحلها بل إن كل المؤشرات تدل على أن الصراع سيكون طويلاً، ومع موافقة حلف الأطلسي على نصب صواريخ «باتريوت» في تركيا بناء على طلبها تكون الأزمة السورية دخلت في منعطف جديد وبدأت احتمالات دخول القوى الإقليمية في النزاع، فتركيا التي نأت بنفسها عن التدخل بشكل مباشر في سوريا منذ اندلاع ثورتها، ووجد حكامها أنفسهم مضطرين للاستنجاد بحلف الأطلسي وحماية تركيا من أي احتمال لاستهدافها من قبل نظام الأسد. والأسد، الذي يخسر يوما بعد يوم مواقع على الأرض في معاركه مع قوى المعارضة، لديه وحلفاؤه في طهران رؤية مختلفة، وهدد قبل عام بإحراق المنطقة في حال حدوث أي تدخل أجنبي في سوريا، وقبل أيام هدد أمين عام حزب الله اللبناني بإشعال الحدود مع إسرائيل من لبنان إلى العقبة، وسعى الأسد مرارا لتوسيع رقعة الحرب عبر لبنان والأردن وتركيا وإسرائيل وصولاً إلى غزة في محاولة منه لخلط الأوراق وتحويل مواجهته مع الثورة الشعبية إلى مواجهات إقليمية. وأتى الطلب التركي مؤخرا بصواريخ «الباتريوت» وموافقة الأطلسي على نشرها على الحدود مع سوريا وربما بمناطق أخرى، لخشية أنقرة بشكل جدي من احتمال تورطها في النزاع خاصة أن نظام الأسد حاول أكثر من مرة جرها للمواجهة، وتركيا التي صمتت إزاء خسارتها لطائرة وملاحيها وبالإضافة إلى عدد من مواطنيها بقنابل الأسد، لن تستطيع الصمت في حال هاجم الأسد عمق أراضيها بصواريخه التي يمتلك ترسانة ضخمة منها، ونشر «الباتريوت» في الوقت الحالي وقبل ذلك موافقة الأطلسي يعني أن الحلف يدرك تماما أن الأسد لن يتوانى عن إقحام تركيا في النزاع إذا ما اشتد الخناق عليه أكثر، وإثارة الحروب في المنطقة ليس خيار الأسد وحسب، بل إن حكام طهران الذين يشبهون هتلر في نزعاتهم العرقية التوسعية، كما التصنيع العسكري الذي يسابقون الزمن في التفوق به وخاصة السلاح النووي، يعدون أنفسهم منذ عشرات السنين لمثل هذه الحرب التي قد يبدأها نظام دمشق. ولم يُخفِ الإيرانيين هذه الأحلام التوسعية في المنطقة وخاصة في الخليج العربي واليمن. ومع دخول صواريخ «الباتريوت» إلى تركيا تكون الأزمة السورية بدأت بالفعل في التوسع الإقليمي بانتظار صواريخ الأسد، التي ربما يحدد زمن إطلاقها دخول الثوار إلى دمشق.