يخوض زعماء إسرائيل وقطاع غزة محادثات لإطالة وقف إطلاق النار المؤقت الذي تسبب في إيقاف أعمال العنف الشهر الماضي، لكن احتمالية سلام أطول يتوقف بشكل كبير على مصر وعلى ما إذا كانت حكومتها الإسلامية تمتلك القوة والعزم على إيقاف تدفق الأسلحة عبر صحراء سيناء في ظل الاضطرابات المحلية أم لا. ويتم نقل معظم الأسلحة التي تستخدمها المجموعات المسلحة في غزة عبر شبه جزيرة سيناء، ويتم تهريبها إلى القطاع من خلال شبكة أنفاق جنباً إلى جنب مع آلاف الأطنان من الإمدادات الأخرى من السجائر إلى الأجهزة. وساعد تصاعد نشاط التهريب ميليشيات غزة على امتلاك أسلحة متقدمة جديدة حسبما ذكر خبراء إسرائيليون ومستقلون في نقل الأسلحة، بما في ذلك صواريخ «فجر5» الإيرانية التي سمحت للغزاويين بإطلاق النار على تل أبيب والقدس. وضبطت الحكومة المصرية، التي عيّنها الرئيس المنتخب حديثاً محمد مرسي، أسلحة في سيناء في أنفاق التهريب المزعومة، وقد ضبطت الشرطة المصرية الأسبوع الماضي حمولة شاحنة من صواريخ «غراد» في مدينة السويس الساحلية التي قالت عنها وزارة الداخلية المصرية إنها كانت متجهة إلى سيناء. لكن منتقدي الحكومة المصرية الجديدة، بما في ذلك مسؤولون داخل إسرائيل، يقولون إن جهود القاهرة الأخيرة كانت مجرد حركة للحصول على علاقات عامة، وإنها لم توقف دخول الأسلحة إلى غزة بشكل فعال.وقد حافظت إسرائيل على حصار قطاع غزة منذ سيطرة حماس على القطاع منذ 2007، وذكرت إسرائيل أنها لن ترفع الحصار عن القطاع حتى يتوقف تدفق الأسلحة، وأن مصر هي الوحيدة القادرة على ذلك. وازداد التشتت بعد أن قام زعماء المعارضة في مصر بانتفاضة ضد الرئيس مرسي بعد أيام فقط من مساعدته في التوسط لإيقاف إطلاق النار في أخطر تهديد للسلطة منذ الإطاحة بحسني مبارك.وقال شاب فلسطيني وافق على أن يُعرَّف باسم «علي» إن تجارة الأسلحة كانت بين صعود وهبوط منذ الإطاحة بحسني مبارك الذي عمل بشكل وثيق مع إسرائيل لضبط الكثير من الأسلحة المهربة، وأضاف «عندما تنحى مبارك أصبح الوضع حراً للجميع». وأكد أن السلطة المصرية مؤخراً أطلقت جهوداً لإغلاق أنفاق التهريب بما في ذلك سد فتحات الأنفاق، التي قال عنها إن المشغلين قاموا بحفرها مرة أخرى على الفور، مضيفاً أن إسرائيل هي التي قامت بضربة شلت الحركة بعد أن فجرت من 600 إلى 1000 نفق تهريب، وهو تقدير لم يتم تأكيده من قِبَل إسرائيل. من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي أوباما أهمية سيناء في الصراع القائم بين إسرائيل وغزة، عندما تعهد الشهر الماضي في المساعدة على قمع تهريب الأسلحة في المنطقة المهجورة كجزء من التزام الولاياتالمتحدة بالهدنة، وما زال غير واضح إلى أي مدى تعتزم الولاياتالمتحدة إيجاد موطىء قدم لنفسها في سيناء. لكن وكالات الاستخبارات الأمريكية ترى المنطقة كحاضنة للجماعات الإرهابية التي قد تصل إلى أبعد مدى وفقاً للمسؤولين الأمريكيين.