أقيم مساء أمس الأول في الخبر ملتقى تعريفي لقناة إفريقيا، التي تتخذ من السودان مقراً لها، وسط حضور من مجموعة من العلماء ورجال الأعمال. ودعا المشاركون في الملتقى، الذي قدمه حسن العمري، إلى دعم القناة مادياً، حتى تحقق أهدافها في الدعوة إلى الله عز وجل في القارة السمراء. وألقى عضو مجلس الأمناء، المشرف العام على القناة في المملكة العربية السعودية، الدكتور محمد الخضيري، كلمة خلال الملتقى، تحدث فيها عن مشروع القناة، وقال إنها قناة “نقدمها لقارة طالما نُسيت، حتى افترستها براثن النصرانية والبدع والضلال، حتى بعث الله عز وجل رجالاً من أولى العزم والقوة والثبات والإيمان يبلغون رسالة الله… من أجل أن يقوموا بالرسالة لهذه الأمم التي لم تسمع بالإسلام، أو سمعت ولكنها لم تجد الدعوة، أو كانوا مسلمين فجاؤوا النصارى فأدخلوهم في ديانتهم”. وأضاف “أكثر من 150 عاماً والنصارى يعملون في القارة الإفريقية حتى جاء الدعاة المسلمون، وبفضل الله، كانت جهودهم واضحة خلال ثلاث سنوات انطلقت ثلاث قنوات”، مشيراً إلى أن قرى وقبائل أسلمت بسبب هذه القنوات. وتابع “جئنا اليوم لنشرككم ونحملكم المسؤولية، نحن وحدنا لا نستطيع القيام بكل المسؤولية، في الرياض تبنى بعض رجال الأعمال من محبي الخير قناتين، ونطمح لأن يتبنى رجال الأعمال في المنطقة الشرقية من محبي الخير قنوات أخرى”. وشهد الملتقى عرض فيلم تعريفي عن القناة، تناول نشأتها ورسالتها وأهدافها، واشتمل على حديث لعدد من العلماء، الذين حثوا على دعم القناة مادياً ومعنوياً “لإيصال كلمة التوحيد إلى هؤلاء القوم على الرغم من وجودهم في الأدغال النائية”، وتحدثوا عن فكرة القناة، وسياستها الوسطية في نشر الإسلام. وألقى الداعية الأثيوبي محمد زهرالدين، وهو أحد مقدمي برامج القناة، كلمة قال فيها إن “المسلمين في الحبشة، بلغاتهم المختلفة، ومناطقهم المتباعدة، كانوا محرومين، ولم تكن هناك وسائل مرئية أو مقروءة، ولا مدارس نظامية تخدمهم وتعلمهم وتدعوهم للحق”، مشيراً إلى أنه بعد انطلاق القناة “وجد المسلمون هناك قناة خاصة بهم، ففرحوا بها، وتبادلوا التهاني والتبريكات، وكأنه يوم عيد”. وأشار زهرالدين إلى أن القناة “تبث بخمس لغات، هي الأمهرية، والأورومية، والتجرينية، والصومالية، والعفرية”، موضحاً أن أهالي إحدى القرى الإفريقية اجتمعوا واشتروا مولداً كهربائياً كي يشاهدوا القناة في القرية. وفي الفترة المخصصة للمداخلات، علق وناقش عدد من الحضور بعض النقاط المتعلقة بالقناة ودعمها، وحث إمام جامع حمزة بن المطلب في الظهران ماجد الجهني، الحاضرين على دعم القناة، موضحاً أنه لا توجد مقارنة بين ما ينفقه المسلمون في إفريقيا، وما تنفقه المنظمات التنصيرية هناك. وفي مداخلة أخرى، قال رجل الأعمال عبدالرحمن العطيشان: “تأخرنا عن الانطلاقة أكثر من خمسين سنة”، موضحاً أنه لأول مرة يسمع عن القناة، داعياً إلى تعاون القناة مع قنوات عربية مشهورة للتعريف بهذه القناة. من جانبه، قال المشرف على قنوات إفريقيا، المدير العام لإذاعة طيبة الفضائية، المهندس ماهر السالم، إن “العمل في إفريقيا ليس سهلاً”، موضحاً أن مقر القناة الرئيس في السودان، وبرامجها تبث إلى أثيوبيا من خارجها، “لأن بعض الحكومات في إفريقيا متخوفة من القناة”. وأفاد السالم أن القناة انطلقت باللغة السواحلية في نيجيريا والنيجر، ووصلت إلى مكالمات من كثير من التجار، متوقعاً أن يكون هناك عائد لها خاصة من شركات اتصالات عربية تعمل في بعض تلك البلدان الإفريقية. وقال الدكتور محمد عبدالعزيز الخضيري إن القناة تنفق كل عام خمسة ملايين ريال، مضيفاً أن “الجهاد في الكلمة يدخل في باب الزكاة، وبعض المشائخ يرى أنه أصبح من الضرورة أن تصرف الزكاة في أمور الدعوة”. من جانبه، أوضح عبدالله المسفر أن القناة تحاول أن تحصل على وقف، سواء في الدمام أو الرياض للصرف على القناة، مشيراً إلى أنها حصلت على وقف لها في جدة عبارة عن مستودعات. وقال عضو مجلس الأمناء، رجل الأعمال أحمد العامودي، الذي تكفل برعاية الملتقى التعريفي في الدمام، إن “هذا اللقاء للتعريف بقناة إفريقيا”، لافتاً إلى أن “القناة تبث بثلاث لغات، فهي منذ ثلاث سنوات، ولا يعرف أحد عنها شيئاً”، مشيراً إلى أنه سيكون هناك لقاء تعريفي ثانٍ في الرياض، وسوف تدشن القناة من قِبل وزير الشؤون الإسلامية.