سبقت دموع جمعان السالم محاولاته للسيطرة على مشاعره حينما وقف أمام عمود الكهرباء الذي كان سبب وفاة ابنه الشاب علي -21 عاما- إثر تعرضه لصعقة كهربائية منه، حينما كان يزاول لعبة كرة القدم في كورنيش الدمام، وذلك في شهر رمضان الفائت. وفي لقاء مع «الشرق» في موقع الحادثة استرجع والد الشاب بداية نهاية ابنه بصوت لا يخلو من نبرة الحزن ونظرات حائرة يحفها الأسى، وقلب مؤمن، رضي بالقدر خيره وشره، وذلك حينما استقبلت أسرة الفقيد اتصالاً من جهاز طبي يفيدهم بتعرض ابنهم لإصابة، ووجوده في أحد المستشفيات الذي تم نقله إليه. وقال والد الشاب، إن جميع أفراد الأسرة لم يخطر في بالهم خطورة الإصابة لدرجة تؤدي إلى الوفاة، وهو الخبر الذي نزل عليهم كالصاعقة خلال الاتصال ذاته، ومنذ تلك اللحظة لغاية الآن وجميع أفراد الأسرة في حالة غير طبيعية والحزن يخيم على محياها، خاصة أن الفقيد كان باراً بوالديه وشخصيته مرحة وله مكانة خاصة لدى جميع أفراد أسرته، إضافة إلى المحيط الخارجي حوله سواء من جيران أو زملاء أو أقارب. وطالب والد الشاب أمانة المنطقة الشرقية سرعة الرد على الخطاب الذي بعثته إمارة المنطقة لطلب الإفادة بحكم أن الموقع تابع لممتلكاتها، حيث مضى على الخطاب قرابة شهر منذ صدوره. وكان والد الفقيد قد تقدم بشكوى للجهات المعنية ضد أمانة المنطقة، ملقياً عليها المسؤولية في أسباب وقوع حالة الوفاة نظراً لإهمالها صيانة عمود الإنارة، إذ إن الأسلاك الكهربائية كانت واضحة للعيان وتهدد سلامة العامة. ووجه السالم شكره لأمير المنطقة الذي تكرّم بالاتصال به لتقديم العزاء ومواساته في فقد ابنه، الأمر الذي خفف من وقع الصدمة عليه وعلى الأسرة بأكملها، واصفاً مبادرته بأنها غير مستغربة ولفتة كريمة من رجل كريم، خلاف تصرف المسؤولين في أمانة الشرقية الذين لم يكلف أحد منهم نفسه بالاتصال وتقديم العزاء رغم أنهم المعنيون بما حصل لابنه. ويأمل الجمعان صدور موافقة من أمانة الشرقية للسماح له بإنشاء مسجد في الموقع الذي لقي فيه ابنه مصرعه لكي يكون وقفاً له. وفي تصريح ل «الشرق»، حمّل والد الشاب أمانة المنطقة وشركة الكهرباء مسؤولية التسبب في وفاة ابنه لعدم متابعتهما أعمال المقاول في الواجهة البحرية، وفي الوقت نفسه توعد محامي أسرة الشاب بتصعيد القضية ضد الأمانة، لمحاسبة المتسببين في الحادث. من ناحية أخرى عقدت المحكمة الإدارية في الدمام يوم أمس جلستها للنظر في حيثيات قضية وفاة الشاب علي، الذي توفي أثناء لعبه كرة القدم مع زملائه في الواجهة البحرية في الدمام، وذلك نتيجة تعرضه لصعق كهربائي ناتج عن إهمال المقاول الذي تسلم المشروع من أمانة المنطقة لصيانة إنارة الموقع. وأشار المحامي حسام اللبابيدي، أن المسؤولية تتحملها الأمانة بالدرجة الأولى بحكم الاختصاص والإشراف على الموقع وعدم متابعتها للمقاول، لافتاً إلى أن الأمانة تلقت خطاباً من مواطن قبل هذه الحادثة بعام كامل يحذر فيه من عدم صيانة الإنارة في الواجهة البحرية وتنظيم الموقع والعديد من الملاحظات الأخرى التي لم تلتفت لها الأمانة.