شعار مهرجان دبي السينمائي بيروت – أ ف ب يشارك فيلم السينمائي السوري عمار البيك “مراجيح” في مهرجان دبي السينمائي المقبل، وهو كما يصفه المخرج “خلطة تعتمد على مشاهد من تصويري، وبين مشاهد من اليوتيوب..”، غير أن أكثر ما يلفت هو توقع الفيلم سقوط النظام في آخر يوم من العام الجاري، بحسب مخرجه الذي اشتغل معظم أفلامه في سوريا ولكن بصورة مستقلة عن المؤسسة الرسمية. ويختصر المخرج فيلمه بعبارة جامعة لمشاهده وسياقاته “أسد وهليكوبتر وتمثال وأطفال وأضواء، كلهم يتأرجحون”. ويقول “يصور الفيلم أخوين صغيرين في الخامس عشر من مارس 2012، بعد مرور سنة كاملة على بداية الثورة السورية، يجلسان في الفسحة العلوية لبيتهما القديم، الأخ الأكبر مستغرق في اكتشاف كاميرا سينمائية نوع بوليكس مقاس 16 ملم يحملها للمرة الأولى، بينما أخوه الأصغر متوتر وخائف من أصوات القصف المتبادل بين الطيران الحربي للنظام السوري الذي يرمي القنابل العنقودية على المناطق المأهولة بالسكان وبين الرشاشات الخفيفة للثوار الذين يردون على ذاك الهجوم الجوي”. ويضيف “في الفيلم نظام الحكم يسقط في 31 ديسمبر (2012)، أي بعد مرور سنة وتسعة أشهر و16 يوما من عمر الثورة التي حصدت أكثر من 50 ألف شهيد ومئات الآلاف من المعتقلين ومجهولي المصير، والملايين من اللاجئين”. ويصور الفيلم الشقيقين يذهبان لزيارة سيرك عالمي يجول في سوريا في مارس 2013، اي بعد شهرين على السقوط المفترض لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، “وتحصل المفاجأة هناك حيث أبطال السيرك مجموعة من الأسود الضارية”. وتحمل هذه الصورة إشارة الى ان “الاسد مكانه في الغابة او في السيرك” فقط، وفقا للمخرج. ويضيف “حتى في السيرك يجب أن نحذر منه، لانه شرس، ويمكن أن يحول مكان المتعة إلى مجزرة، لذلك يجب ترويضه، ولذا نراه في النهاية بين رجلي الصبية على الأرجوحة”. ومن هنا يكتسب الفيلم اسمه “مراجيح”، بحسب عمار البيك الذي يقول “الأرجوحة الأولى أسد بين أقدام الصبية، ثم هناك تأرجح تمثال الرئيس، ثم تأرجح الضوء في النهاية بين “الفلو” (المغبش) والواضح، وصولا إلى تأرجح المروحية في السماء بعد إصابتها برصاص الثوار، كما تأرجح الأولاد على الدبابة، وهنا يكون ختام التأرجح بنهاية السلاح”. ويعقد الفيلم مقارنة بين رؤية الضابط النظامي من قلب الطائرة التي تقصف مواقع المعارضة المسلحة والمدن والقرى المنتفضة، وبين رؤية المعارضين المسلحين لهذه الطائرة. وفي ظل الرقابة المشددة التي تفرضها السلطات السورية على الإعلام والتصوير، يبدو عمل المخرج في جزء من المشاهد مقتصرا على مونتاج ما يصوره الناشطون المعارضون بكاميرات بدائية ويبثونه على موقع يوتيوب، أو ما يتسرب من مقاطع صورها جنود نظاميون أو عناصر في الأمن أو مجموعات “الشبيحة”. ويقول المخرج “لذلك كتبت في النهاية على تيترات الفيلم أن هناك أشياء من تصويري، وأشياء أخرى من تصوير الشبيحة”. ويضيف “هناك مشاهد صورت في مدينتي إدلب (شمال غرب)، من بين تلك المواد التي اعتدت تصويرها واستخدامها في ما بعد في أفلامي”. ويعرض هذا الفيلم في أطار مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يبدأ في التاسع من ديسمبر. وأعلنت ادارة المهرجان قبل أيام سحب ثلاثة أفلام سورية من مسابقاته المختلفة بسبب مساندة مخرجيها علنا لنظام الرئيس بشار الأسد “رغم نهر الدم المنساب على الارض السورية”. وسجل اجراء مماثل أيضا في مهرجان القاهرة الدولي. وكان عدد كبير من المخرجين السوريين الذين بات معظمهم يعيش خارج البلاد أبدي معارضته لعرض أعمال المخرجين المؤيدين للنظام في سوريا في المهرجانات، وبدأت هذه المعارضة تلقى استجابات أوسع من المهرجانات الدولية. أ ف ب | بيروت