ساعد ساعد أوضح الأستاذ الجامعي والصحفي في المركز الجامعي لعين تموشنت في الجزائر ساعد ساعد، أن أبرز التحديات التي تواجه الإعلام الجديد العربي ليست تقنية بقدر ما هي مواكبة الكفاءة البشرية لهذه التقنية والنظم القانونية وفهم واستيعاب خصوصيات الإعلام الجديد، الذي يعني في بعض الدول الغربية التواصل والتفاعل وتلقي المعلومة ورجع الصدى كذلك. وقال ساعد، في تصريح ل «الشرق» على هامش جلسات المنتدى الإعلامي «الإعلام الجديد.. التحديات النظرية والتطبيق» الذي افتتح أمس في الرياض، إن هذه المعطيات الموجودة في دول غربية يفتقدها الإعلامي الجديد في العالم العربي، مما أدى إلى عدم التفريق، في كثير من البحوث والدراسات الأكاديمية، بين التلقي والتواصل والتفاعل، مما أدى لظهور مشكلات لبعض من المؤسسات الإعلامية، لذلك فالدول العربية بحاجة إلى إعادة النظر في بعض المصطلحات، وارتباطها الواقعي فيما يخص الإعلام الجديد. وأكد ساعد أن الدول العربية بحاجة إلى تكييف الأنظمة القانونية وفق المعطيات الجديدة، سواء بالحفاظ على الخصوصية الملكية للفكرة والمعلومة المنشورة على الإنترنت أو من خلال الحفاظ على الحرية الشخصية لأصحاب الرأي. ووجه ساعد نقده إلى ظاهرة شراء المتابعين في «تويتر»، موضحا أنها ظاهرة دخيلة على الإعلام من بوابة الإعلام الجديد، ومؤكدا أنها تنافسية ودعائية بحتة لبعض من الرموز التجارية والدينية والفنية. وحول الإعلام الجديد في الجزائر، ذكر ساعد أنه مازال فتياً وحديثاً، وكذلك في العالم العربي، خصوصا أن عدد المتفاعلين في «تويتر» و»فيسبوك» لا يتجاوز ثلاثين مليوناً على المستوى العربي، مقارنة ب 600 مليون مشترك في الموقعين من جميع أنحاء العالم. انطلاق الفعاليات وكانت فعاليات المنتدى الإعلامي السنوي السادس، الذي تنظمه الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، انطلقت صباح أمس في أحد فنادق العاصمة، برعاية مدير جامعة الملك سعود، الدكتور بدران العمر. ويشارك في المنتدى، الذي يختتم غداً (الثلاثاء)، 51 باحثا وباحثة، من أكثر من عشر دول. ويناقش، من خلال 35 ورقة علمية، أربعة محاور، هي: استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي، الإعلام الجديد والتحديات المستقبلية، وسائل الإعلام الجديد والحوار المجتمعي، ومضامين الإعلام الجديد. وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، الدكتور علي القرني، إن المنتدى يأتي استجابة للتغيرات والحراك الإعلامي، ولرغبة الجمعية في إلقاء الضوء على أبرز التحديات والإشكاليات النظرية والتطبيقة من خلال ما يقدمه الباحثون في هذا المجال. وأضاف أن ما يميز هذا المنتدى، المشاركة التي جاءت من مختلف دول العالم، ما يثري الساحة البحثية، ويعطي بعدا آخر، ويفتح المجال للباحثين والمهتمين، ويفتح فرصة لطلاب الدراسات العليا. أولى الجلسات وبدأت أولى جلسات المنتدى بورقة لعبدالله أبا الخيل قدم فيها مقارنة بين الصحف السعودية والصحافة البريطانية على الإنترنت، موضحا أن الصحافة السعودية لاتزال تدير عملية التحول إلى العصر الإلكتروني بعقلية الممارسة القديمة للصحافة، وهو ما أثر سلبا في شكل مواقع الصحف السعودية على الإنترنت. وناقش أبا الخيل في ورقته خمسة محاور، هي: شكل المؤسسة الصحفية وأثر التشكيل الإداري على شكل الموقع والممارسة الصحفية في عصر الإنترنت، التكامل بين المطبوع والمنشور إلكترونيا، النص المكتوب والنص وبنية المادة الصحفية في الموقع الإلكتروني، مدى استخدام العناصر التفاعلية في موقع الإنترنت، وضوابط استخدام الصحفيين في المؤسسات الصحفية السعودية مع الشبكات الاجتماعية. أما في الورقة الثانية، فتناولت الدكتورة عزة عبدالعزيز الإشكاليات المنهجية والنظرية في بحوث الإعلام الإلكتروني، مقدمة دراسة من منظور تحليلي نقدي، كشفت فيها عن قلة الدراسات التي تناولت المضمون الإلكتروني، كما أثبتت أن دراسات جمهور الإعلام الإلكتروني ركزت على فئة الشباب من الجنسين كمجتمع دراسة، كما انحسرت أعداد العينات ما بين مائة إلى 200 مفردة دون تحديد لكيفية سحب تلك العينات. وقالت إن النظرية الأكثر استخداما في دراسات الإعلام الإلكترونى هي نظرية الاستخدامات والإشباعات. الجلسة الثانية في الجلسة الثانية، ناقش الدكتور خالد الحلوة، من خلال بحثه، موضوع الإعلام الجديد وتأثيراته في تشكيل الرأي العام، متحدثا عن الإطار النظري، وأهم خصائص الإعلام الجديد مثل التفاعلية، الحضور الاجتماعي، غزارة المحتوى، الاستقلالية، التسلية التفاعلية، وتخصيص المحتوى. واستعرض الحلوة دور الإعلام الاجتماعي في الحياة السياسية، وتشكيل الرأي العام، مشيرا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي، من الناحية الإيجابية، وفرت عدة مزايا، منها التفاعلية والحضور الاجتماعي، وكذلك تقليل الاعتماد على الوسيط الإعلامي التقليدي. لكنه أوضح أن هناك ظواهر تعيق الاستفادة منها هذه الشبكات في المجال السياسي، ومن ذلك مثلا حجم المعلومات المتبادلة التي يصعب غربلتها للاستفادة منها، وكذلك وجود مجتمعات افتراضية يغلب عليها الطابع الترفيهي.