يوسف معتوق البوعلي المحاسبة كمبدأ هي الإطار الشرعي والاقتصادي والاجتماعي لتحقيق العدل والإنصاف والحق في إثبات الثروة والغنائم والتوريث. وقد وردت كثير من الدلائل والبراهين في هذا الشأن، ونأخذ من ذلك: أ – من القرآن الكريم الآية (وقفوهم إنهم مسؤولون). ب – من الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «ليس منا من وسد رأسه ولم يحاسب نفسه، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا». ت – من الأمثال الشعبية: «إذا بغيت رفيقك (رفيجك) دام حاسبه كل يوم». إذاً المحاسبة هي الميزان والفاصل الذي لا استحياء منه، وهي التي تنشر الطمأنينة والاستقرار والمعرفة بأنه ليس هناك إسراف أو تبذير أو ضياع للحقوق أي حقوق هذه، إن تلك الحقوق هي: 1 – الأرض وما فيها وما عليها من الظاهر والباطن، فهي لله سبحانه وتعالى، الآية.. الله يرث الأرض ومن عليها. وكما هي الآن جغرافياً أقطار وبلدان. 2 – هذه الأقطار والبلدان معروفة بحدود وشعب وحكومة يتصرف فيها الإنسان، الآية.. الإنسان خليفة الله في أرضه. بشكل فرد وجماعة وحكومة. 3 – التقاعد والتأمينات والادخار. 4 – الزكوات والغنائم والهبات والهدايا والصدقات. التصرف في ذلك في الظاهر خاص وفي الباطن عام.. كيف؟ أ- ما يملكه الأب من مال وأملاك أخرى كالعقار والمعادن بأنواعها وغير ذلك فهي له ولما في ذمته وللأفراد والأسرة والأحفاد والأرحام، وقد يمتد ذلك إلى فئات أخرى كشركاء هذه الملكية أمانة تحتم عليه المحافظة على جزئياتها والتصرف فيها بما ينفع ويفيد، ولكن. ب- إذا كان هذا التصرف وُجه للاستثمار بُغية الزيادة والربح والفائدة مقروناً هذا التصرف بالثقة لقرارات التصريح من الجهات الرسمية المختصة بإقامة تلك الشركات المالية والصناعية والغذائية والزراعية والمخططات العقارية ومشروعية المساهمة فيها، وإذا لم تكن هذه الشركات والعقارات كلها فالغالب منها طوى سنين من العمر دون أن يستفيد المساهمون أو تعود عليهم استثماراتهم بأرباح، هذا فضلاً عن أن تكون رؤوس الأموال قد خسرت أو أن يكون الآخر منها قد أفلس، وأما المخططات العقارية فلاتزال تراوح مكانها، وأتحفظ على بعضها له من العمر أكثر من 25 عاماً ولايزال تائهاً بين الجهات الرسمية وصاحب العلاقة والمساهمين في انتظار بعد انتظار. بيت القصيد في هذا السياق أن تصطحب قرارات التصريح من الجهات الرسمية متابعة وتعقيباً لحفظ الحقوق وتعزيز ثقة المساهمين، ولكن أن يُترك الحبل على الغارب لدى مجالس الإدارة لتلك الشركات وأصحاب المخططات ومحاسبة نفسها بنفسها، فهذه هي الهاوية. بهو المحاسبة: مع السؤال: وقفوهم إنهم مسؤولون، من أين لك هذا؟ (ليس المال فقط بل كل وجميع الحقوق بأنواعها المختلفة والمظالم)، كيف اكتسبته وفيما أنفقته؟ وبالتأكيد أن الجواب أو الأجوبة ستطول بطول الأرض وعرضها وعمقها.. فليكن.. من الآن الاستعداد.