قال الفنان اللبناني وائل جسار إنه يحترم جمهوره المصري كثيراً، لأنهم يحترمون صوته، مؤكداً في الوقت نفسه أنه يحترم لهجته اللبنانية، مشيراً إلى أنه كان يبحث عن البروباغاندا الإعلامية، وإدارة الأعمال الناجحة، وقد حصل عليها. جسار شق حياته الفنية بكل ما يمتلك من موهبة، وصوت، وأخلاق، مختاراً الطريق الصعب. صبر وصبر، وأصر على ألا يخون قناعاته ومبادئه، كي يحقق النجومية التي يستحقها، مقتنعاً بأن كل شيء يصل في وقته المناسب. وائل جسار أجاب عن أسئلة «الشرق»: – نبارك لك ألبومك الأخير «كل دقيقة شخصية». أخبرنا عن الأصداء اليوم؟ الأصداء جميلة جداً، والحمد لله. ولاقت معظم أغنيات الألبوم قبولاً لدى الناس، ليس فقط أغنية، أو اثنتين منه، وهذا ما كنت وما زلت أعمل عليه في ألبوماتي. – عندما نذكر اسم وائل جسار نفكر بالصوت المميز، والأغنيات الرائعة، ورغم ذلك فأنت مظلوم على صعيد حصدك للنجومية. كيف تفسر ذلك؟ كنت مظلوماً! اليوم النجومية موجودة بكل ما للكلمة من معنى، وهذا بشهادة المراقبين. – ما الذي كان ينقصك، أو يقف عائقاً أمامك؟ كنت أفتقد البروبغندا الإعلامية، والإدارة الفنية، لكن عندما وجد كل شيء بات في مكانه الصحيح. – هل تأسف لتأخرك هذا؟ أؤمن بأن كل شيء يأتي في وقته المناسب، ووفق ما كتبه الله. – يُلاحظ أن تعاونك مع شركة أرابيكا يلزمك بالتعامل مع الأشخاص أنفسهم، كالملحن وليد سعد، والدكتور نبيل خلف، الذي يقال إنه يملك جزءاً من الشركة. ألا تخاف من تكرار نفسك؟ لا أعرف من أين يخترعون هذه الأخبار! أولاً غير صحيح أن الدكتور نبيل خلف يمتلك جزءاً من الشركة. ما أعرفه أنني وقعت مع محمد ياسين. ثانياً لا أحد يجبرني على التعامل مع الأشخاص أنفسهم، فعلى صعيد الكلمة واللحن نجحت معهم، ولو أحسست بالتكرار لكنت بحثت عن آخرين. – ما السر الذي يجمع وائل جسار بمصر؟ ليس هنالك من سر! أعمالك هي التي تفرض نفسها، وعندما ينجح الفنان في بلد ما لا يأتي نجاحه من فراغ، بل بعد تعب وجهد شخصي، واختيار صائب لما يقدمه، وأعتقد أنني نجحت في مصر لهذه الناحية. – يأخذ عليك طغيان الأغنيات المصرية على ألبوماتك، بينما تغيب الخليجية، وتأتي اللبنانية بشكل خجول؟ لي الشرف بأن أغني بلهجتي الأم، وأعترف بتقصيري في هذه الناحية، لكنني دائماً أقول عندما أجد العمل المناسب لن أتوانى أبداً عن تقديمه، وهذا ما فعلته في ألبومي الأخير. وفيما يتعلق باللهجة الخليجية، فلست من المتسرعين في أية خطوة أقدم عليها، ولا يهمني أن ألتحق بالموجة السائدة، كما فعل غيري، لكن عندما أجد الأغنية المناسبة فلن أتأخر، وسبق أن كلمت الفنان فايز السعيد، ليقدم لي أغنية، ووعدني بعمل جميل، لكن الخطوة تطبخ على نار هادئة. – تكاد تكون الفنان الأكثر تقديماً للألبومات الدينية. أخبرنا عن هذه التجربة؟ خفت كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة، كي لا أسمى على طائفة، أو دين معين، لكنني وجدت أن إرجاع الناس إلى سماع الأناشيد الدينية فكرة جيدة، والشعب العربي أوعى من هذه الأمور. – اعتدنا على «شارات» بعض المسلسلات بصوتك، هل من خطوة جدية نحو التمثيل؟ هذا أمر غير وارد أبداً، لأنني لا أحب التمثيل. – ضجت وسائل الإعلام بتصريحات الفنانين السياسية فيما يتعلق بتطورات الأحداث في عالمنا العربي، بينما غاب رأيك؟ لا أحب الدخول في زواريب السياسة، ولا أتحدث في أمر لا دراية لي به، ولا رأي أبديه، لأن الفن في حياتي لم يلتق مع السياسة، لكن لا شك أن ما يحدث أثر في كل المجالات في كل العالم العربي. – وقع سوء تفاهم بينك وبين فضل شاكر، على خلفية وصفه الوسط الفني «بالوسخ»، وكذلك مع فارس كرم، إذ قيل على لسانك كلام غير صحيح عنه. كيف هي العلاقة معهما اليوم، وهل تسمح لأحد أبنائك بدخول الوسط الفني؟ يعرفان المحبة الكبيرة التي أكنها في قلبي تجاههما، ولست أنا من يقصدهما بالسوء، وأنا وضحت وجهة نظري في هاتين النقطتين. لا أريد استباق الأمور بشأن دخول أبنائي إلى المجال الفني، فلا أحد يعرف المستقبل، وما يخبأ له، لكن لا مشكلة إن كانا سيسيران على الخطى التي سرت عليها.