لا يشك أحد في أن الرياضة أصبحت صناعة واستثماراً، لكن هل نحن فعلاً ننظر لها كما تنظر الدول المتقدمة، أم أننا ما زلنا ننظر لها على أنها فقط تسلية وترفيه للشباب، وبالتالي فإن على الشباب الذهاب لمتابعة الدوريات الأوروبية، ويستمر وضع مؤسساتنا الرياضية كما هي؟. لا أشك لحظة في حرص الدولة (أيدها الله) على استثمار الشباب، خصوصاً أن متوسط الأعمار لدينا هو ما بين 18 و22 سنة، لكن هناك عقبات كبيرة أدت إلى وصول رياضتنا إلى هذا الحال، فلا هي واكبت عصر الاحتراف ولا هي حافظت على إنجازاتها السابقة! في كل مواقع التواصل الاجتماعي تجد التذمر والانزعاج مما يحدث في رياضتنا، لذا فإن ناقوس الخطر بدأ يُقرع، والأحداث المتلاحقة أصبحت تزيد من أزمة رياضتنا. ليست هناك مشكلة إلا ولها حلول، ولكن المشكلة من يطرح الحلول ومن يطبقها؟ نملك من العقول الرياضية من يتسم بالمستوى العالي من الثقافة والفكر، لكننا نستمر في تهميشها أو عدم الاستماع لها. ولا أريد المقارنة بيننا وبين أقرب الدول الشقيقة لنا، والتي تفتقد لأهم عنصر محرك للرياضة وهو الجمهور، ورغم ذلك نجد هذه الدول أولت قطاع الشباب والرياضة اهتماماً كبيراً. وفي اعتقادي أن أكبر مشكلة نواجهها الآن هي ضبابية التنظيم لمؤسسات الشباب والرياضة لدينا، فما بين الرئاسة العامة للشباب والرياضة والاتحادات الرياضية فجوة أراها كبيرة، وتداخلاً ربما في الصلاحيات. أقول إن الاستثمار في الرياضة في كل دول العالم عنصر اقتصادي مهم لدعم الرياضة، واستراتيجية لتخفيف أعباء الصرف على الدولة، لذا فإن المطلوب -بنظري- هو إيجاد بيئة عمل صحية تضمن الحقوق للأطراف المستهدفة في هذا الاستثمار.