الدمام – محمد خياط الغامدي: أعمدة الإنارة موجودة في الطرق.. بلا ضوء. القحطاني: حوادث يومية في المدخل والتقاطعات. دشان: لا صرف صحياً.. ولا مدارس.. ولا مراكز صحية. المطيري: مياه مالحة والنفايات متكدسة في الشوارع. يعدّ مخطط ضاحية الملك فهد في الدمام من أكبر المخططات السكنية في المنطقة الشرقية، إذ يتكون من عشرة أحياء، اعتمدت وخططت قبل ما يزيد على ثلاثين عاماً، وبالرغم مما تعانيه الضاحية من وجود كثير من المعوقات ونقص خدمات البنية الأساسية وعشوائية التنظيم والتخطيط التي لا ترقى لأن تؤهله ليكون مخططاً نموذجياً مثل باقي المخططات، إلا أن أمانة المنطقة لاتزال تمنح التصاريح لكثير ممن يرغبون البناء فيه بشكل شبه يومي. وذكر ساكنو الحي ممن التقتهم «الشرق» أنه بالرغم من تحملهم عناء الصبر والانتظار إلى جانب تكاليف بناء مساكنهم التي كبدتهم ملايين الريالات، إلا أن المخطط لايزال منذ بداية السكن فيه قبل سبع سنوات يعاني من أبسط الخدمات الأساسية، كإنارة الطرق ووجود لوحات تعريفية بالأحياء وأرقام للمنازل، إضافة إلى غياب النظافة وانتشار مخلفات البناء وانتشار السرقات والتفحيط المستمر، مشيرين إلى أن الحي يعاني عشوائية في التخطيط جعلت بعض التقاطعات بؤرة للأخطار المحدقة بالعابرين مع غياب أي من اللافتات الإرشادية والتحذيرية. ورأى المواطن عثمان الغامدي أن المخطط «يعاني من التهميش ويعد من المخططات المنسية»، مشيراً إلى الظلام الدامس الذي يلف نواحي الحي في ساعات الليل من كل جانب باستثناء بعض الشوارع القليلة، بالرغم من نصب أعمدة الإنارة على أكثر الشوارع الداخلية منذ سبع سنوات، إلا أنها لا تعمل ولم يتم إصلاحها حتى الآن، وقال «أصبح علينا عند حضور ضيف للمنطقة أن نستقبله عند المدخل الوحيد للضاحية لاصطحابه إلى البيت ومن ثم إرجاعه لنفس المكان». وبين المواطنان محمد القحطاني وسعيد القحطاني، أن مدخل الضاحية يشكل خطراً يهدد سلامة أهالي المخطط، مشيرين إلى أنه يخلو من أي مطبات أو إشارات تنبيهية، وكذلك الحال بالنسبة للتقاطعات الداخلية، لافتين إلى وقوع حوادث شبه يومية في أحد هذه التقاطعات، وقالوا إن الأمانة لم تعمل أي شيء لتطوير المخطط، مطالبين بوجود إشارات ضوئية عند مدخل الضاحية، ووجود مطبات صناعية عند التقاطعات. مخلفات وأفاد كل من فهد العريفي وإبراهيم البقمي أن مخلفات البناء تنتشر في أرجاء الضاحية بشكل كبير، في ظل غياب حاويات لجمع تلك المخلفات، بالإضافة إلى انتشار الكلاب الضالة التي أصبحت تشكل خطراً عليهم، وأوضحوا أن السرقات منتشرة بشكل كبير في الضاحية بسبب وجود كثير من الأبنية تحت الإنشاء، التي تشهد سرقة مواد البناء مثل الإسمنت والرمل والطابوق من قِبل بعض ضعفاء النفوس، ملقين باللوم على غياب الدوريات الأمنية في المنطقة. وأضاف كل من شبيب البقمي ووحيد الزهراني، أن غياب الدوريات أدى إلى انتشار العمالة السائبة والمتخلفة، متخذين من البيوت تحت الإنشاء ملجأ آمناً لهم، كما أدى إلى انتشار العابثين من هواة التفحيط في المنطقة، خصوصاً في ساعات الليل المتأخرة، وقالوا إن المنطقة أصبحت حلبة منافسات يمارس فيها المراهقون هواياتهم الخطرة بشكل شبه يومي. وأشار السكان في حديثهم ل»الشرق» إلى أن المخطط يعاني من غياب شبكة للصرف الصحي، وكذلك غياب المراكز الصحية والمدارس، مشبهين وضعهم بنصب الخيام في الصحراء! وقال محمد دشان ومحمد عبدالله إنهما يضطران للذهاب إلى الأحياء المجاورة عندما يحتاجان للتسوق، موضحين أن الأمانة رفضت بناء الأسواق أو المحلات التجارية في المخطط، معربين عن استغرابهما من منحها التصاريح اللازمة للبناء طالما ليست لديها أي نية لتطوير المخطط، حسب قولهم، رغم المخاطبات العديدة. وأوضح حامد القحطاني أن الحي الرابع في المخطط يشكو من عدم إنشاء مسجد رغم وجود أرض مخصصة لذلك الغرض، وقال «عند مخاطبة الأوقاف كان الرد أنهم في انتظار متبرع يقدم مليونين و200 ألف ريال لإنشاء المسجد». وأضاف محمد المطيري «علاوة على المشكلات التي ذكرت، مازالت المياه في المنطقة مالحة، ولا وجود لأي حاويات نظافة، ما أدى إلى تكدس النفايات وانتشار الكلاب والفئران وتكاثر الحشرات»، مطالباً الأمانة بالاهتمام بالحي وفتح مداخل جديدة مؤدية له بدلاً من المدخل الذي أطلق عليه السكان «تقاطع الموت». استراحات مهجورة وأكد محمد العمري أن في المنطقة استراحات مهجورة لم تُزل من قِبل الأمانة رغم صدور قرارات بإزالتها، ما جعل تلك الاستراحات ملجأ للممارسات مشبوهة ووكراً للمتخلفين والمخالفين، وقال إنه قدم أكثر من مرة مطالب أهالي الحي لبلدية غرب الدمام ولأمانة المنطقة الشرقية، بضرورة إزالة تلك الاستراحات دون فائدة. وطالب السكان أمانة المنطقة الشرقية بضرورة تأدية مهامها على أكل وجه في خدمة ساكني الحي، معربين عن أملهم في زيارة المسؤولين للاطلاع على المنطقة بشكل كامل والاستماع إلى ملاحظاتهم وانتقاداتهم. تحريز مواد البناء من جهته، أكد المتحدث الأمني لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، أن حي ضاحية الملك فهد يعدّ من الأحياء الأقل تسجيلاً للقضايا الجنائية إجمالاً في مدينة الدمام، مشيراً إلى أن نسبة القضايا الجنائية المسجلة في الحي لا تتجاوز 1٪ من نسبة ما يقع من جرائم في الأحياء الأخرى. وقال الرقيطي «بالرغم من تدني مستويات الرصد الجنائي في الحي إلا أنه لابد من عدم إهمال الجانب الوقائي»، لافتاً إلى أن دوريات الأمن بمختلف مهامها وتصنيفاتها تحرص على تغطية الأحياء كافة بما في ذلك حي ضاحية الملك فهد. وشدد الرقيطي على ضرورة تحريز المواد الإنشائية في المنازل قيد الإنشاء، مبيناً أن ضاحية الملك فهد تعدّ من الأحياء الناشئة حديثاً وتحوي عديداً من المنازل والمباني والمشروعات الحديثة، وبالتالي قد تشهد سرقات لتلك المواد المنتشرة في الحي، لاسيما في ظل ارتفاع قيمتها السوقية، ما يجعلها مطمعاً وغنيمة سهلة لضعاف النفوس. وأضاف أن تهاون بعض مقاولي البناء أو أصحاب المنشآت أنفسهم في استقطاب بعض العمالة المتدنية وغير النظاميين قد يساعد في تفاقم مثل تلك السرقات، خصوصاً بعد اطلاعهم ومعرفتهم بمحتويات المبنى ومواقع الاحتفاظ بالمواد. بدورها، أرسلت «الشرق» رسالة استفسار عبر البريد الإلكتروني تطلب من خلالها رداً على ملاحظات السكان من قِبل مدير عام العلاقات العامة والإعلام في أمانة الشرقية محمد عبدالعزيز الصفيان، إلاّ أنه لم يصلها أي رد منه رغم مرور أكثر من أسبوع على إرسالها الملاحظات والاستفسارات. وحدات الكهرباء أمام مداخل المنازل بلا حماية انتشار النفايات ومخلفات البناء أمام البيوت (تصوير: حمدان الدوسري) منازل تبنى وسط المخلفات ولا طرق تؤدي إليها بقايا سيارة محترقة بسبب التفحيط مهملة في الحي أحد الساكنين يشير إلى استراحة أمام منزله باب جانبي لا يمكن الاستفادة منه بسبب عشوائية التنظيم مدخل الضاحية يشكل هاجساً مخيفاً لأهالي الحي عمود إنارة يغلق مدخل كراج