كشف الأستاذ الدكتور شريف وجيه منصور عضو هيئة التدريس بكلية الصيدلة الإكلينيكية، في محاضرته حول “هشاشة العظام” التي نظمها النادي الصحي في عمادة شؤون الطلاب في جامعة الملك فيصل في الأحساء، أن هناك توجهاً طبياً قوياً لاستخدام أحد الأدوية فئة بايفسفونيت المأخوذة عبر الفم وتعمل كمانعات لتحلل antiresorptive بناء العظم، أي أن تعمل على إبطاء أو وقف العملية الطبيعية لإذابة أنسجة العظم. وأضاف أنه يجب تناول هذا الدواء في الصباح وقبل نصف ساعة من تناول وجبة الإفطار، وشرب كوب كامل من الماء بعدها، والجلوس أو الوقوف لمدة نصف ساعة، أي عدم الاستلقاء على الظهر لمدة نصف ساعة بعد تناول حبة الدواء تلك، مضيفاً أن هذه النوعية من الأدوية مثل (فوزاماكس) فاعلة جداً في إضفاء قوة على بناء العظم. وقال في سياق محاضرته التي شهدت حضوراً كثيفاً وتفاعلاً كبيراً من الكادر التدريسي والطلبة من كلا الجنسين: إن هشاشة العظام هي أحد أمراض العظام الخطيرة التي تصيب الإنسان، فهي تجعل العظام أكثر هشاشة وضعيفة بحيث إنها قابلة للكسر بسهولة عند تعرضها لأقل الصدمات، وأكثر ما يتعرض للكسر من العظام جرّاء هذا المرض هي عظام العمود الفقري، عظام الحوض والفخذ، فعندما يصل المرض إلى مراحل متقدمة، فإنه يسبب آلاماً مزمنة في العظام وخاصة في الظهر، وقد تصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة، وإن هذا المرض خطر يحدق بشكل خاص بالنساء بعد سن اليأس، والنساء اللواتي دخلن في سن مبكر لليأس والنساء اللواتي خضعن لعملية استئصال المبيضين أو تعرضن لعلاج إشعاعي لمنطقة أسفل البطن والحوض أو عانين لفترة طويلة من تدني مستويات هرمون الإستروجين. وأشار إلى أن الجنس والعمر والعوامل الهرمونية والحمل أكثر من ثلاث مرات متوالية والتوتر العصبي والتدخين والعامل الوراثي وانخفاض الوزن وقلة التعرض لأشعة الشمس وعدم ممارسة الرياضة وتناول المشروبات الكحولية وأمراض الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص وأخذ أدوية لمدة طويلة كالكورتيزون وأدوية الصرع والنحافة عند النساء وتناول بعض الأدوية وزيادة نشاط الغدة الجاردرقية وأمراض الكبد والاكتئاب والفشل الكلوي المزمن، جميعها عوامل تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بهشاشة العظام. وأضاف أن النساء أكثر عرضة لهذا المرض من الرجال لرقة عظامهن وخفتها، ناهيك عن التغيرات الهرمونية عند السيدات التي تصاحب تقدم العمر من نقص هرمون الإستروجين، وعلى العكس يستمر إفراز هرمون التستوستيرون لدى الرجال حتى سن متأخرة. وأبان أن المريض في بداية مراحل المرض لا يعاني من أي أعراض محددة، ولهذا يطلق عليه اسم (المرض الصامت)، وفي المراحل المتأخرة تبدأ معاناته من حدوث آلام مستمرة ومتكررة في الظهر وآلام في الأطراف وانحناء الظهر وتقوسه ونقص تدريجي في الطول وقصر القامة والكسور عند التعرض لأقل الصدمات. وتطرق إلى كيفية تشخيص الشخص المصاب بهشاشة العظام بقياس كثافة العظام بواسطة أجهزة قياس كثافة العظام (جهاز دكسا)، ويستخدم جرعة بسيطة من الأشعة السينية لقياس كثافة العظام في عدة أماكن من الجسم، وهي آمنة تماماً وغير مؤلمة وتعدّ الوسيلة الوحيدة المؤكدة لتشخيص هشاشة العظام، ولا يحتاج المريض إلى تحضير وإلى أي حقن، كما يوجد نوع متنقل يمكن حمله والتنقل به إلى العيادات والمناطق النائية، ويستخدم الموجات فوق الصوتية لقياس درجة الهشاشة عن طريق عظمة الكعب أو الساعد. من جانبه، أكد مدير النشاط الثقافي والمشرف على النادي الصحي في عمادة شؤون الطلاب الأستاذ أنور بن عبدالعزيز المغلوث، أن هناك خطة لإقامة يوم صحي للكشف المبكر عن هشاشة العظام في رحاب الجامعة، بالتعاون مع كلية الطب قريباً جداً. الأحساء | عيسى البراهيم