أطلقت مؤسّسة الفكر العربي للسنة الخامسة على التوالي، تقريرها السنوي للتنمية الثقافية في حفل خاص أقيم يوم أمس في فندق جراند حياة دبي، بحضور صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتّحدة محمد المر، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبدالرحمن محمد العويس، وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام ووزير الثقافة الدكتور سميح المعايطة، رؤساء تحرير الصحف العربية الراعية للتقرير، رؤساء المجامع اللغوية العربية، ونخبة من المثقفين والباحثين والأكاديميين العرب وكبار الإعلاميين. تحدث الأمين العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم، عن التقارير الخمسة التي أصدرتها المؤسّسة حتى اليوم وعملت عليها فرق عمل عربية متخصّصة كلّ في مجاله، كما أجرت مسحاً عريضاً لواقع الثقافة العربية لهذا العام. وركّز على تقرير هذا العام، متسائلاً: هل لدينا اقتصاد عربي للمعرفة؟ وهل أصبحت المعرفة والثقافة والإبداع من ضمن المنظومة الاقتصادية للدول العربية؟ وألقى صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل، كلمة قال فيها يسعدني أن أنتقل بكم هذا المساء من حال التشاؤم في كلمتي صباحاً خلال إطلاق مشروع «لننهض بلغتنا»، إلى حال التفاؤل مساءً بإطلاق التقرير العربي الخامس للتنمية الثقافية، ومع أنني متفائل دائماً، لكن وضع لغتنا العربية مُحرج لمن يتحدّث فيها وعنها وعن كلّ المآلات السلبية المنتظرة في حال لم يجرِ أي حراك حكومي ومؤسّساتي رسمي لإنقاذ لغتنا. أما بشأن التقرير فالأمر يختلف، إذ أن هذا التقرير هو الخامس الذي تصدره مؤسّسة الفكر، ومنذ إطلاقها التقرير الأول وصولاً إلى الرابع وهذا التقرير يحظى بإجماع وإشادة من قِبل كلّ من اطّلع عليه. أضاف الفيصل: هذا العام ينطلق التقرير الخامس وهو تقرير طارئ على المعرفة عندنا، والمعرفة تشمل جميع العلوم والأفكار التي تمسّ مناحي الحياة. ولعلّ ميزة مؤسّسة الفكر العربي أنها أصبحت تخوض في المظاهر المعرفية الجديدة، فكان أن أصدرت تقريراً مختصّاً باقتصاد المعرفة اضطلع به أهل الاختصاص العلمي حتى جاء على الصورة التي هي عليه. وقال الأمير خالد: كعادتنا في مؤسّسة الفكر العربي، نحن لا نستغني عن شركائنا في النهضة سواء أكانوا أفراداً أم جماعات، إننا ندعوهم إلى الخوض في مثل هذا المشروع المعرفي الذي لن يكتمل إلا بمزيد من البحوث والدراسات العلمية المعمّقة. وشكر الفيصل جميع الذين بذلوا جهداً كبيراً لإخراج التقرير، متمنياً من «الجهات الحكومية العربية ألّا تعامل تقريرنا حول اقتصاد المعرفة معاملتها باقي التقارير المرفقة إليها، فيكون مصيره الرفوف والنسيان. إن تقرير هذا العام مهمّ جداً وهو يستدعي اهتمام جميع المعنيين، وعليه أرجو من كل وزراء الثقافة العرب ومعهم وزراء التربية والتعليم، أن يولوا عنايتهم لهذا التقرير ويأخذوه على محمل الجد، إذ أنه لم يُنجز على سبيل المتعة ولا التراكم الثقافي الاعتيادي، هو تقرير أكثر من مهمّ وأكثر من حيوي لنا جميعاً، خصوصاً الشباب الذين سعدت بزيارة ورش عملهم المصاحبة لنشاط مؤسّسة الفكر العربي الحالي في دبي، وخاطبتهم بالقول أنتم مستقبل هذه الأمّة، وما تفعله المؤسّسة هو برسمكم ولكم، وكلّ هذه النتاجات والأعمال هي خاصّتكم، ونحن إنما نُعدّ لمستقبلكم فأنتم قيادة الغد، وأنتم رجال الأمّة المقبلون. إن ما شاهدت من ورش عمل لشباب من عشرين دولة عربية هو مبعث فخر، وأقول بكلّ أمانة إن آراء الشباب ومشروعاتهم تدعو إلى الفخر، وأقول للأباء العرب هنيئاً لكم بأبنائكم. وختم الأمير خالد الفيصل كلمته قائلاً في كل التقارير السابقة كانت هناك مفاجآت مع أن كلّ ما نقدّمه ليس فيه من بنات الخيال ولا التعليق ولا النقد السلبي أو الإيجابي، إننا نعرض ما هو موجود في الواقع الثقافي العربي، وندعو الجميع إلى قراءته والتبصّر فيه. في هذا التقرير ستجدون مفاجآت تتلخص بالحقائق والأرقام، وبأن هناك دولاً صغيرة في الوطن العربي جاوزت كثيراً من الدول العربية الكبرى فيما خصّ الصناعات الثقافية والمعرفية واقتصادات المعارف العلمية والتكنولوجية واقتصادات الإبداع. وألقى الوزير المعايطة كلمة أكد فيها أن هذا التقرير السنوي وما يتضمّنه من منهجيات التفكير والتحليل والتشخيص، يضع بين أيدي العرب وثيقة علمية ومرجعية، وهو من نوع الدراسات التي تذهب بنا إلى رسم المستقبل، داعياً أصحاب الإرادة السياسية إلى الوقوف مع أصحاب العقول ودعمهم. وأكد وجود إشكاليات متداخلة في التنمية في الوطن العربي، إذ أننا لا نقرأ إنتاج عقولنا كما لدينا إشكاليات في التفكير والتنفيذ، والسؤال المطروح ما هي مساحة التنمية الثقافية، وما هي مساحة الدراسات في مجتمعاتنا العربية؟ وهل هذا الربيع يعمّق الاهتمام بالتنمية والمنهجيات العلمية أم ماذا؟ ومن يقرأ الدراسات والتحاليل والأبحاث، أم أننا مستغرقون في التفاصيل واليوميات؟ وفي ختام الاحتفال كرم الأمير خالد الفيصل رؤساء التحرير الراعين للتقرير السنوي. وهم: رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري، الرئيس التنفيذي لمؤسّسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي، رئيس تحرير صحيفة البيان الإماراتية ظاعن شاهين، رئيس تحرير صحيفة الأيام البحرينية عيسى الشايجي، رئيس تحرير صحيفة الصباح المغربية خالد الحري، رئيس تحرير مجلة دبي الثقافية سيف المري، مدير عام مؤسّسة عسير للصحافة والنشر حاتم مؤمنة. خالد الفيصل وتركي الفيصل في جولة ماقبل افتتاح المؤتمر ورش العمل الشبابية في المؤتمر جلسات «فكر وأفكار« صباح يوم أمس (الشرق)