قالت الفنانة بلقيس أحمد فتحي إنها تأخذ لوناً جديداً يجمع بين أبناء جيلها وجيل أميرات الفن الجميل، كالفنانة ميادة الحناوي، والفنانة وردة الجزائرية، كما أشارت إلى أنها تكره الجثث والدم، ولذلك لم تكمل دراستها في الطب. وأشارت إلى فخرها بتقديم أغنية شيخ الغضاريف باللون الأوبرالي ولأول مرة في تاريخ الأغاني الوطنية، مؤكدة في الوقت ذاته أنها ستقدم أغنية وطنية للخليج قريباً. بداياتك كانت بأغنية «ظبي نافر»، مع والدك الفنان أحمد فتحي. حدثينا عن الأصداء لهذا الأداء، وهل كان نجاحها لارتباطها بوالدك؟ كانت البداية بغناء موال الصنعاني، في أغنية «ظبي نافر»، ما أثار انتباه كثيرين، حتى أن بعض شيوخ القبائل في اليمن اتصلوا بالوالد لسؤاله عن صاحبة الصوت التي تقدمت الأغنية بالإدليب «الموال» الصنعاني الخاص بأغنية ظبي نافر، ونالت كثيراً من الإطراء الإعلامي، ما جعل كثيرين في اليمن يعتقدون ببزوغ موهبة يمنية جديدة على الساحة. غنيتِ فلكور البلبلة في أغنية «جل من نفس الصباح» للفنان محمد عبده. حدثينا عن هذا الفلكور اليمني، وما الفرق بينه وبين فلكلور الدندن؟ البلبلة مقترنة بالغناء الصنعاني والمقامات الخاصة به، وهو مختلف عن نمط الدندنة الذي يتغنى به أهل الجنوب في اليمن، أي أن النمطين مختلفان تماماً في الغناء، ولكل نمط أسلوبه وميزاته الخاصة في الأداء، وأنا تغنيت بأغنية «جل من نفس الصباح» في جلسة خاصة لإذاعة صوت الخليج القطرية، وحينها لاقت الاستحسان، لأنها من المقام الصنعاني، فتنتهي غالبية الجمل فيها بلفظ «بلبلي بلبلي لا بال». وهنالك عدد من الأغاني الصنعانية المشهورة التي يدندن الفنان فيها ويترنم بقول «بلبلي» كوسيلة للإطراب. الساحة الغنائية الحالية تعج بكثير من الأصوات النسائية. ما اللون الذي تتميزين به؟ أسعى إلى تقديم ما هو متميز، ومختلف نوعاً ما عن السائد، والملحوظ هو اكتظاظ الساحة بأغانٍ متشابهة، وإيقاعات لا تختلف كثيراً عن بعضها. بكل تأكيد فأنا فنانة يمنية خليجية، ولذلك أود أن ألتزم بهذا اللون، وأن أقدم له كل جديد، وأسعى دائماً لتطوير واستخدام أساليب وأنماط موسيقية فكرية جديدة، فعلى سبيل المثال قدمت مؤخراً كليبا لأغنية وطنية خاصة بالعيد الوطني الأربعين لدولة الإمارات، واسمها «لبيه يا شيخ الغطاريف»، من كلمات الشاعر السعودي عبدالرحمن الشمري، وألحان أحمد فتحي، وتوزيع الأمريكيين أماندا لي، وباول هوبكنز، مع الأوركسترا السيمفوني، وإخراج منصور الظاهري، قمنا فيه ولأول مرة على مستوى الأغنيات الخليجية بدمج المفردات البدوية في القصيدة، مع اللحن الغربي، والأداء الأوبرالي الأوركسترالي، ما شكل صدمة لدى من استمع إلى اللحن لأول مرة، وهو ما أردناه، ولكن الفكرة لم تستسغ بسهولة، وها نحن اليوم مرشحين لأكثر من 16 جائزة عالمية على هذا العمل الفريد. في مهرجان تكريم الأمير بدر بن عبدالمحسن في قطر صافحك الأمير، وأشاد بأدائك، كذلك كان التشجيع لك من الفنانة أصالة كبيراً، لدرجة أنها ركعت لك. ماذا يعني لك ذلك؟ يعني كثيراً، فكلاهما أعطاني دفعة قوية للأمام، وحثني على المثابرة لتحقيق طموحي، فعمري الفني الحقيقي هو ثلاثة أشهر فقط، عندما أطلقت أول سينجل لأغنيتي «مسألة سهلة»، و»ديوان الشعر» مع القدير أبو بكر سالم، وحققت خلال هذه المدة ما حققت بفضل ثقة العمالقة بي، فنصيحة البدر منحتني ثقة شديدة، وحملتني مسؤولية كبيرة علي أن لا أتجاهلها، ولقائي بأصالة علمني كثيراً، فهي إنسانة طيبة وعفوية، وأحبتني منذ اللحظة الأولى التي التقينا فيها. والدك الفنان أحمد فتحي تميز في اللون الشعبي، فهل ستسيرين على الخط نفسه، أم سيكون لك خط مغاير، والتوجه إلى ألوان أخرى؟ قد أختلف معك هنا، فوالدي على الرغم من شهرته في الأغاني الشعبية، إلا أنه قدم ألواناً مختلفة من الكلاسيكي، كأغنية «لا تسافر»، و»ارجعي»، وغيرهما، كما قدم معزوفات عالمية بمرافقة الأوركسترا في صالات عالمية في أمريكا ولندن وفرنسا، وغيرها من الدول. لكنني أعتزم الخروج من جلباب أبي نوعاً ما، لأقدم أشياء تتناسب مع الجيل الجديد الذي أنتمي إليه. وهل ستؤثر دراستك للطب في القاهرة على تركيزك الفني في الفترة القادمة؟ درست الطب لمدة سنة واحدة فقط، وتركت المجال، لأنه لم يناسبني، فأنا لا أطيق رؤية الدم، وتشريح الجثث، مع كم الفن والإحساس الهائل في داخلي، ولذلك اتجهت إلى دراسة التسويق، وحصلت على البكالوريوس والماجستير من جامعة أستراليا في التخصص ذاته، وبعد الانتهاء تماماً من الدراسة تفرغت للفن، وامتهنته منذ ثلاثة أشهر بالضبط. كثير من الفنانات، ومنهم الفنانة أروى، طرقوا باب الإعلام المرئي، من خلال تقديم البرامج، فهل لك مشاريع في هذا الشأن، ولو عرض عليك فهل ستوافقين؟ لا أعتقد، فأنا مطربة، ولا أملك المؤهلات لأن أصبح مذيعة. تنبأ لك كثير من النقاد والمتابعين بمستقبل باهر في مجال الطرب، إلى ماذا يأخذك طموحك؟ يأخذني إلى بعيد، وكما قلت لك سابقاً، أنا لا أنام كثيراً من شدة التفكير، لأني أريد أن أكون مميزة، وأن أنال الإعجاب والتقدير والاحترام، وأن أقدم شيئاً مفيداً وجديداً، العمل، وكشف الستار عنه. في تصريح سابق لك، أشرتِ إلى أنك حريصة على الاحتشام، ويعود ذلك لتقديمك رسالة بفنك، فهل ستواكبين لون الكبار، أمثال أم كلثوم، وميادة الحناوي، ووردة الجزائرية ؟ وهل ستستمرين في ذلك؟ اختلف الزمان الآن، واختلفت الذائقة الفنية لدى الأجيال الجديدة، لذا لا يمكنني القول بأني سأواكب ألوانهم، لأن الواقع يملي علي أن أطاوع الذوق العام بذكاء ودون ابتذال لتقديم أعمال فنية راقية. الأسماء التي ذكرت لعمالقة الزمن الجميل، وإن كنت سأتبعهم في شيء فهو التزامهم واحترامهم لمواعيدهم، والظهور بحلة الأميرات المحتشمات، فهن قدوة الفنانة الحقيقية، ولكن ليس بالضرورة أن أغني اللون الفني الذي اتبعنه في قديم الزمان. ما هي مشاريعك القادمة؟ بعد الانتهاء من المشاركة في برنامج نجم الخليج، سألتقي هذا الأسبوع بالمخرجة الإماراتية نهلة الفهد، لمناقشة فكرة كليب أغنيتي «مسألة سهلة»، التي سنقوم بتصويرها في بيروت قريباً، وستذاع على جميع المحطات الفضائية، كما بدأت بالتواصل مع بعض الأسماء في الوسط الفني الخليجي لإعداد ألبومي الأول الذي أتمنى أن يرى النور في 2012 إن شاء الله.