لماذا خسر الأهلي يوم أمس نهائي كأس أبطال آسيا؟ سؤال طُرح، ولن نجد له إجابة مشرعة إلا في جملة، ما تزرعه اليوم تحصده غداً، وللأسف نعتقد في ثقافتنا الاجتماعية الكبرى أن النجاح يأتي بضربة حظ، وركنّا إلى النماذج النادرة وعممناها، وتحول الشائع إلى قلة والقلة إلى شائع. فشل الأهلي ليس سوى نتيجة لفعل حقيقي غير مدروس لا يرتبط بالنادي القابع في شارع التحلية بجدة، فالفعل غير المدروس شمل كل رياضتنا بأخطاء بدائية، ولعل الاتحاد المؤقت وما يقدمه من أداء رتيب، هو التأكيد الفعلي على سوء إدارة الرياضة باعتبارها الفعل الذي يلتقي فيه ضعف الناتج، وعدم التفكير في المستقبل. يظهر الجميع بعد الخسائر ليسير حول دائرة الفشل، ولا يتجرأ على القول بأن مشكلتنا الأساسية هي الفكر الرياضي، الذي يظهر عندما يكون الموضوع استثمارياً، ويختفي عندما يتعلق الأمر بالرياضة نفسها، أو الاحتراف نفسه. لماذا لا نسأل أنفسنا: أين اللاعبون السعوديون المحترفون في الخارج؟ أين تأهيل النشء وتعاون المدارس مع الأندية؟ متى سنتخلص من ثقافة العيب من ممارسة أبنائنا للرياضة؟ ومتى سيتم تنظيف الأندية من بعض النماذج السيئة فيها؟ متى سيأتي مسؤول رياضي يكون تخطيطه لبعد عشر سنوات بدلاً عن مسؤول يفكر في تجميع المنتخب بناء على اللون والميول؟ لماذا لا تخصخص الأندية فعلياً وتطرح لشركات كبرى لتستفيد من جماهيريتها؟ متى سيكون لدينا أندية محترمة تطبق مبدأ (ثقافي اجتماعي رياضي) فعلياً؟ متى سنتوقف عن ضخ ملايين في لاعبين لايصلحون للعب في دوري حواري فما بالك بدوري محترفين؟ متى سنتخلص من عقلية منافسة رؤساء الأندية لبعضهم وعقلية المزاد؟ إذا وجدتم إجابات عما ما سبق فستعلمون عندئذ سبب المأساة التي تعيشها رياضتنا، فالمشكلة ليست خسارة الأهلي أو الاتحاد أو الهلال، المشكلة هي أننا نضخ أموالاً في طريق خاطئ، وإلا هل هناك لاعب سعودي يستحق أكثر من مليون ريال في عشر سنوات؟ لا أعتقد أن هناك أي لاعب أهل لهذا المبلغ.