شارك آلاف الإسلاميين المصريين في تظاهرة أمس بميدان التحرير مطالبين بتطبيق الشريعة لكن أكبر حزبين إسلاميين، وهما الحرية والعدالة والنور، رفضا المشاركة. ويريد المتظاهرون أن تنص مسودة دستور جديد تكتبها جمعية تأسيسية على تطبيق الشريعة، لكن الجمعية التي تتكون من مائة عضو تتجه للاحتفاظ بنص في الدساتير السابقة يقول إن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع. وقال القيادي في الجماعة الإسلامية، طارق الزمر، «جئنا اليوم للمطالبة بأن تكون الشريعة الإسلامية مطبقة، ونطالب بحذف كلمة مبادئ من مسودة الدستور». لكن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي وحزب النور السلفي، قالا إنهما لن يشاركا في المظاهرة. ويهيمن الحزبان وأنصار لهما على الجمعية التأسيسية التي يقول عشرات الأعضاء الليبراليين فيها إنهم غير راضين عن صياغة المواد، ملمحين إلى إمكانية انسحابهم منها. ويبدو أن إعلان الإخوان المسلمين وحزب النور عن عدم المشاركة في المظاهرة استهدف الحفاظ على الجمعية التأسيسية لتكمل كتابة المسودة المحدد الانتهاء منها 12 ديسمبر المقبل. ورفع المتظاهرون ومعظمهم ملتحون رايات سوداء وحمراء وبيضاء كتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وهتفوا بعد صلاة الجمعة «الشعب يريد تطبيق شرع الله» و«إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية». وقال خطيب الجمعة في التحرير، البرلماني السابق محمد الصغير، «الشعب سيظل يهتف (الشعب يريد إسقاط النظام) ولن يقبل بنظام رأسه إسلامي ودعامته مباركية»، في إشارة إلى بقاء مسؤولين من عهد مبارك في الحكومة التي شكّلها مرسي، وأضاف «لن نقبل بخلط اللبن بالخمر».