كانت واحدة من أكبر التحديات التي واجهت الملك الموفق عبدالله بن عبدالعزيز.. تجديد القيادات في الدولة.. والانتقال من صف أبناء الملك المؤسس رحمه الله إلى أحفاده.. حيث يكتنف الأمر صعوبات بحسب مراقبين لا تنقصهم القدرة على قراءة المشهد.. بيد أنهم لم يستوعبوا أبعاد العلاقة الأخوية القائمة على الاحترام بين أبناء الملك المؤسس؛ هذه العلاقة المتفردة هي التي مهدت لملك رُؤيوي مخلص لوطنه وشعبه أن ينتقل بمؤسسات الحكم من الأبناء إلى الصف الثاني المتمثل بالأحفاد.. ولتسجل له كواحدة من أهم منجزاته رغم تعددها وتفردها في آن واحد.. وذلك لما لها من بعد سياسي وتنموي يتماس مع أمن واستقرار الوطن ومستقبله.. لم يكن هذا الانتقال إلى الصف الثاني متسرعا بل اتسم بالحكمة والأناة وبعد النظر. وقد بدأ ذلك عبر إمارات المناطق أولا ومن ثم توالى على مستوى مؤسسات ووزارات الدولة.. ولعل آخرها ما كان من أمر تعيين سمو الأمير محمد بن نايف (وفقه الله) للداخلية. إنني كمواطن ينتمي لهذا الوطن، معني بأمنه، مهموم باستقراره، متطلع لمستقبله الذي هو مستقبل أبنائي وآمالي أقف إجلالا لهذه الخطوات المباركة للملك.. التي بدأها (بدسترة) انتقال السلطة عبر مجلس العائلة.. ثم انتقل إلى التجديد المستمر في مفاصل الدولة الحيوية عبر قيادات طموحة متوثبة تتطلع لوضع بصمتها في مسيرة وطن يرنو إلى غده بثقة وشموخ واطمئنان. نبضة أدب: يروى أن الملك عبدالعزيز (رحمه الله) توقف أمام قول الشاعر: لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل (مثل) ما فعلوا فما كان منه إلّا أن غيّر في عجز البيت الثاني ليصبح البيت: نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل (فوق) ما فعلوا