بدأ مبرمجون عرب منذ أعوام مضت، بإنتاج برامج وتطبيقات تساعد على فهم واستخدام اللغة العربية الفصحى على مستوياتها كافة؛ ولكن في هذه الأيام تعيش التجربة البرمجية ازدهاراً واسعاً بتشغيلٍ تجريبي لمجموعة من المواقع الجديدة مع تطوير مواقع قائمة، فظهر قبل أسابيع موقع «معاجم اللغة» ليكون إلى جانب موقع «المعاني»، وهو الذي يشارك الثاني لكنه يهتم بالمعاجم التراثية بشكلٍ خاص، و انطلق موقعا «الرديف» و «قاموس المترادفات» اللذان يهدفان إلى الاستعلام عن التشابهات والأضداد، إلا أن موقع «مسكوك» أراد أن يكون ممن يسجع الجمل، فارتكز على طريقة شرح إنشاء المتلازمات اللفظية ودمجها، أما موقع «مشكال» الذي يحاول أن يطابق الحروف بين تنوين وضم، فعُني بوضع الحركات على الجمل بمقتضى إعرابها، وهو شبيه بموقع «تشكيل» الذي دعمته شركة Google لفترة ثم تخلّت عنه، هذا يقدّم موقع بدوره «أدوات» مجموعة خدماتٍ مفيدة لتحليل النصوص، مثل تصنيف كلماتها صرفياً ونحوياً وتجريدها وبنائها؛ فيما يتخصص تطبيق «نفطويه» بالتعرّف على البُنى الكتابية للكلمات؛ أما الموقع العريق نسبياً الذي يحمل اسم العالِم اللغوي «قطرب» فتطورت أدواته في مجال تصريف الأفعال والاشتقاقات بإصداراتٍ جديدة، وبالعودة إلى المواقع التي تختص بتصحيح الأخطاء الإملائية فحظي «غلطاوي» بها، كما نُشِر تطبيق «المستبعدات» الخاص بالأجهزة الذكية والقائم على عزل الكلمات المتكررة كأحرف الجر عن النصوص قبل معالجتها. بينما يقدم موقعا «يُملي» و«Yoolki» خدمة تحويل الكتابة العربية إلى كتابة بالأحرف اللاتينية حسبما هو معروف عند بعض مستخدمي الإنترنت؛ وفي المقابل يقدم محرك بحث «الهدهد» خدمة البحث بالكتابة العربية الدقيقة، حيث يضع اعتبارا للحركات والهمزات وما إليها. يذكر أن معظم هذه المواقع التي تدعم اللغة العربية اتخذت طابع العمل التطوعي والتعاون الجماعي، وقياساً ببعض اللغات المندثرة ك (الأكدية، والبابلية) اللتين تحظيان برعاية متقدمة مستحَقة في خدماتها وتطبيقاتها المنشورة، فإنها لا تزال في المراحل الأولية قياساً بما تحقق للغاتٍ من المستوى نفسه نظراً لعدم وجود جهات علمية عربية تهتم بهذا الشأن إلكترونياً.