دعا المشاركان في الجلسة الثانية من جلسات اللقاء العلمي الشهري، الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، إلى تأسيس مشروع عربي يهدف إلى حماية المصالح العربية الوطنية والإقليمية، على أن تكون المملكة العربية السعودية أحد أركان هذا المشروع، انطلاقاً من ثقلها، في مقابل التكتلات الإقليمية والدولية الأخرى، خاصة تلك الموجودة في المنطقة. وأكد المشاركان ضرورة تعاون المملكة في هذا الاتجاه مع الدول العربية الفاعلة، مثل مصر، ودول الجوار المهمة وفي مقدمتها تركيا. وتتبع المشاركان خلال الجلسة، التي عقدت أمس (الأربعاء)، تاريخ حركات الإسلام السياسي في تركيا منذ سقوط الخلافة الإسلامية، وتأسيس الجمهورية التركية، واستعرضا كيفية استفادة هذه الحركات من بعض الصراعات وإدارة الحكم وتجربة الأحزاب والظروف الاقتصادية في تركيا. ودعا رئيس مركز الخليج للأبحاث، الدكتور عبدالعزيز بن صقر، أحزاب الإسلام السياسي، التي صعدت إلى السلطة في دول الربيع العربي، إلى الاستفادة من تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا. واستعرض علاقة المملكة بالإخوان المسلمين، حيث سبق أن حضر فيها عدد منهم، مشيراً في هذا الصدد إلى أن هذه التيارات والأحزاب لم تعد مجرد جماعات أو حركات، ولكن حكومات جاءت عبر صناديق الانتخابات في بلادهم، مطالباً الجميع باحترام رغبة الشعوب. كما استعرض إنجازات حزب العدالة والتنمية في تركيا. وشدد على ضرورة تعاون الدول العربية والخليجية مع تركيا اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، تحت مظلة جامعة الدول العربية والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، لكنه أوضح أن هناك حالة من الحذر والتحفظ تهيمن على شرائح من النخب العربية والخليجية تجاه سياسات تركيا، منها أن حزب العدالة والتنمية تحدث صراحة حول أنه يمثل العثمانيين الجدد، كما أن العلاقات التركية الإسرائيلية المتنامية تطرح علامات استفهام كثيرة، كما أن أهداف تركيا غير واضحة في سوريا والعراق ودول الربيع العربي. من جانبه، قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، الدكتور أحمد البرصان، إن اليهود وأوروبا المسيحية ساهموا في تغريب تركيا منذ القرن ال19، وزرعوا الأفكار القومية المتطرفة لإبعاد حركات الإسلام السياسي عن الحكم بعد زوال الخلافة العثمانية. وأشاد البرصان بدور الطرق الصوفية التركية في احتضان الحركة الإسلامية، لكنه قال إن هذه الطرق ليست طرق «الدراويش» التي نراها الآن، بل مجموعات إسلامية ذات فكر ووعي، ولها رسالة، وأنها تختلف عن الطرق الموجودة في بعض الدول العربية.