أظهرت السلطة الانتقالية في مصر مخاوفها مما وصفته ب»مخطط فوضوي» لإدخال البلاد فيما يشبه حرباً أهلية مع بداية الذكرى الأولى للثورة الموافق 25 يناير المقبل،فيما أعلن تيار «الاشتراكيين الثوريين» عن سعيه لإسقاط الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية لبناء دولة جديدة. وقال مصدر مسؤول في القاهرة، «إن الدولة رصدت مخططاً لإحراق مصر في يناير المقبل، وأن المخطط تنفذه جهات داخلية تجري اتصالاتها بأخرى خارجية وهو ما تمكنت السلطة من تتبعه ومعرفته، حسب تأكيده»، كاشفاً أن السيناريو يعتمد على إطلاق دعوات واسعة للاحتفال بالذكرى الأولى للثورة في الميادين تتحول بمرور الوقت لاعتصام ثم احتكاك بعناصر الشرطة والجيش وحذر المصدر من حرب أهلية قد تقع في مصر – حال نجاح المخطط – تنتهي بتدخل قوات أجنبية للفصل بين المصريين وجيشهم، وتابع «تأكدنا من أن الاتصالات بين الأطراف الداخلية والخارجية تستهدف إدخال البلاد في فوضى عارمة عبر استدراج شباب ثوري وخاسرين في الانتخابات البرلمانية لصدام مع الجيش يسقط فيه عدد هائل من القتلى». ودعا المصدر شباب مصر وجموع المواطنين إلى الوعي لهذا المخطط وإفساده، خاصةً أن الانتخابات البرلمانية قاربت على الانتهاء على أن يُفتَح باب الترشح للاستحقاق الرئاسي خلال الأربعة أشهر القادمة. في الوقت نفسه أعلن تيار الاشتراكيين الثوريين سعيه لإسقاط الدولة ونادى بضرورة محاكمة قيادات الجيش في وقائع فساد مالي واستغلال للسلطة في قتل المصريين، وكشف القيادي بالتيار سامح نجيب عن نوايا الاشتراكيين الثوريين بقوله «نعم نريد إسقاط الدولة عبر إسقاط الجيش، وهو ما لن يحدث إلا بتفكيك المؤسسة العسكرية وتقسيمها إلى فريقين الأول يضم القيادات، والثاني يضم صغار الضباط والجنود»، معتبراً، في تصريحاتٍ له في ندوة عقدها مركز الدراسات الاشتراكية بالقاهرة، أن الثورة لن تنجح في تحقيق أهدافها إلا ب»كسر الجيش». وأثارت تصريحات «نجيب» ردود أفعال واسعة في القاهرة مالت إلى رفض ما قاله وشجبه، بل ومطالبة السلطات بالقبض على رؤوس هذا التيار، وسارع الاشتراكيون الثوريون إلى إصدار بيان «أكدوا فيه نيتهم العمل على إسقاط الدولة، ولكنهم لم يقدموا أية إيضاحات حول تصريحات «نجيب» عن ضرورة تفكيك الجيش وانقسامه». و«الاشتراكيون الثوريون» هي منظمة ماركسية «تروتسكية» نشأت فعلياً في مصر عام 1995 بفعل تجمع نشطاء غالبيتهم ينتمون إلى المذهب اليساري، ولعبت الحركة، وفق مراقبين مصريين وأجانب، دوراً في تنظيم ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير، وأبرز وجوهها الناشط العمالي كمال خليل، المتهم السادس في أحداث انتفاضة الخبز عام 1977، والمدون الشاب حسام الحملاوي.