في زمننا هذا اختفت القيم والمفاهيم، ولم تبق إلا لدى فئة قليلة من الناس الذين يحاولون التمسك بها لآخر قطرة دم في حياتهم! هؤلاء القلة ينظرون للآخرين الذين باعوا قيمهم نظرة اشمئزاز ويعلمون أنهم مهما بلغوا من مجد أو سلطة أو قوة فهم نتاج انحدار أخلاقي عجيب سببه صعودهم، بل تسلقهم حتى لو كان هذا الأمر على حساب من يعرق ويعاني! في الوسط الإعلامي والثقافي فئة ممن على هذه الشاكلة تستسهل الصعود على أكتاف الآخرين، بل إنها تسير نحو مرحلة متقدمة في السطو على النجاحات ونسبها لنفسها، ولا تكتفي بما تفعل، بل إنها تنقل إشعاع روحها الضارة إلى الآخرين سواء بالضرر أو بالسير على نفس الخطى السيئة! فالمتأثرون يجدون في ذلك سهولة للوصول إلى أهدافهم بعد أن وجدوا مَن قبلهم وصلوا بطرق ملتوية! في بيئة العمل عادة ما يكون هناك الصالح والطالح والجيد والرديء، ولكن كلهم تجمعهم قيم وثوابت إنسانية واضحة، تجد فيهم قلة قليلة يدارون فشلهم بالأساليب الملتوية التي تجعلهم في نظر الكل مجرد أرقام عابرة سيأتي اليوم الذي ينكشفون فيه، وسينتهون بسرعة الضوء؛ لأنهم لم يتركوا أثراً أو سمعة أو صيتا جيدا لدى وسطهم فما بال من يتابعهم! إن الحقيقة التي يجب زراعتها في نفوس كل العاملين في كل وسط أن جهد الشخص الحقيقي غير المسروق هو الديدن نحو الوصول إلى المراتب الجيدة، ويكفي أن يقال هذا شخص جيد ويستحق، أو يقال هذا الشخص صعد بالدسائس والمكائد ومآسي الآخرين!