بدأ ثلاثة رفاق من دولة اليمن التقتهم «الشرق» مشوارهم بالتسلل عبر الحد الجنوبي منذ شعبان الماضي، وقطعوا مسافة تزيد عن 800 كيلومتر، تارة سيرا على الأقدام وأخرى يقلهم المهربون، حتى استقر بهم الحال في مكةالمكرمة في شهر شوال المنصرم، ليشهدوا منافع لهم تتمثل في العمل على نقل الأمتعة وتوصيل الحجاج بعربات استأجروها بمبلغ ألف ريال من آخرين من بني جلدتهم الموجودين في مكةالمكرمة. وكان ثاني أيام التشريق قد شهد بالنسبة للمتعجلين ارتفاعا في أسعار كدادة الجمرات الذين يعملون على العربات المدفوعة في جسر الجمرات، حيث قفزت قيمة إيجارها من 50 ريالا إلى 150 ريالا في جميع ممرات جسر الجمرات لرحلة تصل إلى قرابة 700 متر، تبدأ من الدخول عبر ممرات الجمرات المتفرقة، وتنتهي بمخارجها أو عند محطات القطار أو موقف الحافلات. يقول محمد علي سعيد يمني الجنسية، الذي دخل المملكة بطريقة غير نظامية عن طريق التسلل عبر الحد الجنوبي، إنه يعمل على نقل ما بين 20 إلى 30 حاجا يوميا في جسر الجمرات، مشيرا إلى أن معظم المستفيدين من خدماته هم من النساء المسنات. أما محمد الفاضلي، الذي يعمل على نقل الحجاج العاجزين والمعاقين والمتعبين بواسطة العربات، فقال إنه تعرض لموقف يوم النحر عندما كان يدفع رجلا مسنا من الجنسية الباكستانية على العربة، وعند وصوله إلى جمرة العقبة، فوجئ بدخوله في حالة إغماء بسبب ضيق في التنفس، ليسرع به إلى مركز الإسعاف في جسر الجمرات حيث أجريت له إسعافات أولية حتى استعاد وعيه، مضيفا أنه لم يأخذ منه أجرة إيصاله إلى الجمرات. من جانبه، أكد مدير شرطة شرق منى العقيد محمد سعد، أنه لم يتم تسجيل أي قضية جنائية تجاه الحجاج في المركز منذ بدء موسم الحج، وقال في بيان صحفي إن المركز استقبل المئات من بلاغات الحجاج والعاملين بخصوص المفقودات المختلفة، مشيرا إلى أنها تعد من أكثر البلاغات التي تم استقبالها في المركز. وبين أن المركز يعمل به قاض وعضو من هيئة التحقيق والادعاء العام إلى جانب أكثر من 100 ضابط وفرد، وأنه يعد أنموذجا لبقية المراكز التي تعمل في منى البالغ عددها تسعة مراكز، مشيرا إلى أن هناك تغطية أمنية شاملة في المناطق الأمنية التي تتبع المركز للقضاء على ظاهرة النشل وغيرها، وأن هذه التغطية الأمنية على مدار 24 ساعة لحفظ الأمن والنظام. وبين العقيد محمد سعد أن هناك مساهمة أمنيه لشرطة شرق منى مع جميع الإدارات الحكومية في المنطقة المركزية للقضاء على الظواهر السلبية من افتراش وباعة متجولين وتسول ومن أي ظاهرة تضايق عملية دخول وخروج الحجاج في المنطقة التي تتبع للمركز. في انتظار زبائنهم عند الجمرات مسنة تستقل عربة لنقل البضائع استأجرتها من أحد الوافدين للمغادرة (تصوير: محمد الزهراني)