تخيلوا معي أن أشهر لاعب سعودي في كرة القدم عالميا ومحليا ما زال يستجدي مهرجان اعتزاله. تخيلوا معي أيضا أن صاحب أشهر هدف سعودي في المرات الأربع التي شارك فيها الأخضر في كأس العالم، ليس هذا فحسب، بل إن هدفه في مرمى الحارس البلجيكي ميشيل برودوم مدرب الشباب الحالي في مونديال 94 بأمريكا اختير كأفضل ثالث هدف سجل في المونديالات على مر التاريخ ما زال يبحث عن فرصة للتكريم. تخيلوا أن صاحب هذا الإنجاز ما زال يطرق الأبواب من أجل إقامة مهرجان اعتزال يليق بمكانته كنجم عالمي. ولكم أن تطلقوا لخيالكم العنان حتى تكتشفوا أن هذا النجم ضاع في دروب الحياة، ولم تتشجع أي من إدارات ناديه المتعاقبة بأخذ مبادرة الاهتمام بملف اعتزاله. لكن وإحقاقا للحق، فإذا كان هناك تقصير من إدارات الشباب المتعاقبة على تكريم النجم العالمي سعيد العويران بمهرجان اعتزال يليق به، فهناك أيضاً تقصير من اللاعب في حق نفسه أولاً، وفي حق جمهوره ثانياً، الذي يسعى لرد الدين لنجمه المحبوب والمفضل لديه بإقامة مباراة اعتزال بعدما امتعها كثيرا بأدائه على البساط الأخضر. العويران.. لم ينتبه لنفسه، ولم يحرص على إقامة مباراة اعتزاله وظل صامتاً لعقد من الزمن، ليكتشف فجأة أنه لم يقم له مهرجان اعتزال كما هي عادة النجوم الكبار لينهض من ثباته ويبدأ التحرك لإقامة مهرجان اعتزاله قبل فوات الأوان. العويران الذي رفض أن يودع الملاعب قبل أن يضع بصمته عالمياً مع الأخضر السعودي ومحلياً مع ناديه الشباب، يستحق منا أكثر من مهرجان تكريم.