ذكرت افتتاحية إحدى الصحف السعودية أنه «من العار أن يأتي تقرير منظمتين إنسانيتين (أوكسفام) و(الإغاثة الإسلامية) ليعكس صورة الفقر في اليمن الذي تعدى %75 بجوار بلدانٍ عربيةٍ خليجيةٍ غنية وعالم آخر يُدلل كلابه أكثر من البشر...» ومن هذا المنطلق أقول إن اليمن وصل إلى مرحلة الخطر وأن الحل الوحيد حاليا وبعد انتقال السلطة للنائب عبدربه منصور للقيام بمهام الرئيس كاملة، أن يعطى الرجل الفرصة كاملة، فهو الأنسب لليمن في المرحلة الحالية والقادمة، وبعد تكوين حكومة وطنية بمشاركة الحزب الحاكم حتى قيام الانتخابات، وهذا يرضي جميع الأطراف ويتمنى كثيرون أن يعطى عبدربه منصور وباسندوة فرصة أكبر حتى تستقر الأمور، وعلى جميع القوى أن تثبت ولاءها للوطن ودعمها للأمن والاستقرار، بعيدا عن المصالح الحزبية أو القبلية أو الفئوية، حتى تعود التنمية ويتعافى اليمن، وأن يصدر قرار بوقف المظاهرات وأن أي متظاهر أو أي فئة تخل بالأمن تحجز ويتم التحقيق والمحاكمة وتطبيق العقوبات عليها.وفي هذا السياق يؤكد كثيرون أن من أهم العوامل التي تساعد على الأمن والاستقرار وعدم انتشار الفوضى والمظاهرات والثورات، استيعاب الشباب وطاقاتهم في العمل، فاليمن يعاني من عدم القدرة على استيعاب وتوظيف الخريجين والعاطلين، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة لهم، وهنا يأتي دور دول الجوار من مجلس التعاون وخاصة المملكة العربية السعودية، ويعلم الكل كم يهمها الأمن والاستقرار لليمن، وعليها واجب المزيد من مساعدة الشعب في التنمية، وهنا لابد من قرار سياسي يقلب أو بمعنى آخر يعدل الموازين وهو قرار ضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي. والبدء في توفير وإنشاء المشروعات الخدمية الصحية والتعليمية والكهرباء والماء والخدمات الأساسية، ودعم ورعاية اليمنيين المقيمين باستيعاب العمالة اليمنية بحيث يصدر قرار بتمييز اليمنيين المقيمين والذين لهم أقارب وأهل أن يكونوا ضمن كفالاتهم وضماناتهم ويصرح لهم بالعمل لديهم أو في أي جهة أخرى بنظام الإعارة أو غيره مما يعطي فرصة لليمنيين أن يستقروا ويدعموا أقاربهم وأهلهم بالداخل والخارج. وفتح وتشجيع الاستقدام من اليمن وأن تكون لهم الأولوية، ففي اليمن توجد معظم المهن التي تحتاجها السعودية ودول الخليج، بدءاً بالعامل والسائق والحارس والبائع في مختلف المعارض والأسواق والمزارع ومروراً بالمهني والتقني والممرض والطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي، وهذا سيخفف على اليمن الكثير من الأعباء. كما أن اليمن يتميز بموقعه الجغرافي وتحكمه بباب المندب، وهو صمام أمان للجزيرة والخليج، كما أنه بلد خصب يمتلك ثروة زراعية متعددة تصلح لزراعة كل أنواع الفواكه والخضار والحبوب، إضافة إلى التربية الحيوانية من أغنام وخرفان وأبقار وجمال وغيرها، والتي تكفي احتياجات السعودية ودول الجوار، كما أن الثروة السمكية باليمن تتميز بالتنوع والتعدد والكثافة لطول الساحل البحري، فاليمن تمتلك كل مقومات وفرص الاستثمار التجارية والصناعية والخدمية والعلمية والثقافية والسياحية، وهذا يسهم في تشغيل الكثير من العمالة وتخفيض البطالة بالداخل لتوفر الخامات ووجود الأيدي العاملة المتنوعة، إضافة إلى قلة الأجور والرواتب. إن ذلك كله بكل تأكيد يساعد على الأمن والاستقرار ويدعم الاهتمام بالتنمية والتطور والعيش برخاء ويسهم في جعل اليمن دوله آمنة مستقرة توازي دول الجوار التي تربطها الجغرافيا والتاريخ والدين والعروبة والثقافة والقربى، واستقرارها يساعد ويدعم استقرار المنطقة.