أثار أول فيلم تخرجه أنجلينا جولي مزيجاً من المديح والانتقاد في البوسنة، والذي يتناول قصة حب حدثت خلال صراع دول البلقان. حظيت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار قبل عرض فيلمها «أرض الدم والعسل» بتكريم من نقابة المنتجين الأمريكية بجائزة خاصة لتمثيلها للقضايا الاجتماعية. لكن في البلقان، وهو عالم بعيد عن عالم هوليوود المليء بالنجوم، أشعل الفيلم مشاعر قديمة ومكبوتة. ردود الأفعال القوية تعكس الخلافات العرقية التي لاتزال تفرق البوسنة رغم قرب حلول الذكرى السنوية العشرين على الصراعات الدموية التي خلفت مائتي ألف قتيل. وحضر الفيلم سجناء بوسنيون مسلمون سابقون، هم أقرباء ضحايا المجازر، والذين كانوا متخوفين من الفيلم في البداية، وصفقوا إعجاباً بالفيلم. وبعد العرض، شكرت هتيزدا محمدفوك أنجلينا جولي، والأولى هي رئيسة رابطة أمهات، التي يبلغ مجموع أبنائهم الذين قتلوا ثمانية آلاف رجل وصبي من المسلمين، على «استثمارها المادي والمعنوي في القضية»، وتمنت لو تم إكمال التصوير في البوسنة». لكن رئيس مجموعة السجناء الصرب انتقد الفيلم بشدة، لكونه ينحاز إلى منظور واحد للأعمال الوحشية التي ارتكبت، وطالب بإيقاف عرضه في المناطق الصربية. وقامت السلطات البوسنية بسحب تراخيص الفيلم قبل إنهائها، وهذا ما أجبر فريق العمل على استكمال التصوير في هنغاريا، الدولة المجاورة. وحثت جولي المنتقدين على مشاهدة الفيلم قبل إطلاق حكمهم، موضحة أنه «فيلم عن قصة حب، وليس تصريحاً سياسياً».