كثير من مرضى السرطان يتملكهم الخوف من العلاج الكيميائي، بسبب ما يتردد على الأسماع من أعراضه الجانبية المتعددة وغير المحتملة. فعلى الرغم من أن العلاج الكيميائي يهدف للقضاء على الخلايا السرطانية، إلا أنه قد يؤثر على أجزاء أخرى غير مصابة، وتحديداً الخلايا الطبيعية ذات النمو السريع، مثل تلك الموجودة في نخاع العظام (المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم)، والجهاز الهضمي، والجلد، والشعر، والأعضاء التناسلية. فعلى سبيل المثال، تلف خلايا الدم نتيجة العلاج الكيميائي يسبب آثاراً جانبية للمريض، كالتعب، والإرهاق، والإصابة بفقر الدم، والالتهابات. وكذلك تؤثر على الأغشية المخاطية المبطنة للفم والحلق والمعدة، فتسبب تقرحات في الجهاز الهضمي، والإسهال، وغيرها من المشكلات. بينما ينتج عن تلف خلايا جذور الشعر تساقط الشعر. إن ظهور التأثيرات الجانبية من عدمه لا يُعد دليلاً على فاعلية وكفاءة العقاقير المستخدمة كما قد يتبادر إلى الذهن، كما يصعب التنبؤ بأي من الأعراض الجانبية سيعاني المريض على وجه التحديد عند استخدام العلاج الكيميائي، فهي تختلف بشكل كبير في الشدة والنوعية، ومن شخص لآخر، ومن عقار لآخر، ومن دورة علاجية لأخرى حتى بالنسبة للشخص نفسه، وتعتمد أساساً على نوع وجرعة العقار المستخدم وتفاعل الجسم معه. يجب أن نذكر أن الأعراض الجانبية عادة ما تكون موقتة، حيث تختفي تدريجياً بعد انتهاء العلاج، وتعود الخلايا السليمة إلى طبيعتها، وبالإمكان تلافيها، أو التحكم في بعضها، باتخاذ التدابير المناسبة، وأخذ أدوية مساندة لتجنب مثل هذه التأثيرات للوقاية منها قبل وأثناء المعالجة. هناك بعض السبل البسيطة التي ُتمكن المرضى من مواجهة هذه الآثار الجانبية، مثل استخدام غسولات الشعر الملطفة الخاصة بالشعر الضعيف لمواجهة مشكلة تساقط الشعر. ومن المقترحات المفيدة للتخفيف من حدة الغثيان والقيء يفضل دائماً تناول وجبات خفيفة متعددة على مدار اليوم، بدلاً من وجبات رئيسية ثقيلة، مع المضغ التام، وضرورة تجنب امتلاء المعدة، وتناول السوائل قبلها بفترة كافية (نصف ساعة إلى ساعة). كما أن الاعتناء بنظافة الفم بشكل عام، والتطهير الجيد للفم على الدوام عن طريق استخدام فرشاة أسنان ناعمة مع مضمضة الفم بمحلول ملحي بانتظام، وخصوصاً بعد تناول الوجبات، يمكن أن يحد من التهابات الغشاء المخاطي المبطن للفم، أو إصابته بجروح.