محمد صلاح الدين تحولت ندوة “محمد صلاح الدين الدندراوي: عطاء ووفاء”، التي أقامها النادي الأدبي الثقافي في جدة مساء أمس الأول (الأربعاء) تكريماً للكاتب الراحل محمد صلاح الدين، إلى رحلة تاريخية مصغرة في تاريخ الصحافة السعودية، ما جعل الدكتور هاشم عبده هاشم يطالب في نهايتها ب”إعادة كتابة تاريخ الصحافة السعودية”. وواكبت إدارة النادي مناقشات الندوة، التي حضرتها ابنتا الراحل سارة وهلا، بإعلان “مباشر” تلاه المتحدث الرسمي للنادي الدكتور عبدالاله جدع، مفاده أن النادي “قرر طباعة محتويات الندوة في كتاب خاص”، داعياً الجميع إلى تقديم ما لديهم من وثائق ومعلومات عن الكاتب الراحل لضمها في الكتاب. الندوة التي شارك فيها الدكتور سهيل قاضي، الدكتور هاشم عبده هاشم، وعبدالله عمر خياط، وأدارها فهد الشريف، بدأت بورقة للدكتور سهيل قاضي تناول فيها الجانبين الإسلامي والإنساني في حياة صلاح الدين، موضحاً فيها أهم القضايا الإسلامية التي كانت تشغل الكاتب الراحل، ومن أبرزها: الأقليات الإسلامية، هيئة الإغاثة الإسلامية، قضايا هيئة الأمر بالمعروف، القضية الفلسطينية، الاهتمام المستمر بالمسؤولية الاجتماعية، وترسيخ دور المؤسسات الثقافية التي تحافظ على هوية الأمة. وتحدث قاضي بإسهاب فيما يتعلق بالجانب الإنساني عند صلاح الدين، واستعرض السمات الشخصية التي تحلى بها الراحل مع الجميع، منها أنه كان مستمعاً وقليل الكلام، وحريصاً على خدمة الناس، والوفاء بالوعد. وفي ورقته، قال عبدالله خياط إن صلاح الدين صديق وزميل له في العمل الصحافي، مستعرضاً مسيرة الكاتب الراحل في الصحافة وفي العمل الحر وإصدار المطبوعات الخاصة، منوهاً بأنه كان الصحافي الوحيد الذي كان يخشاه هو كمنافس قوي. وأوضح المتحدث الأخير في الندوة الدكتور هاشم عبده هاشم، أنه لم يعدّ ورقة للندوة، لإيمانه بأن للحوار التلقائي حول شخصية صلاح الدين إضافة للمستمعين، وسرد مسيرته مع الكاتب الراحل الذي عرفه قبل نحو أربعين عاماً عندما التحق بجريدة “المدينة” كمتدرب. وتناول هاشم في حديثه عدة مبادرات تاريخية نهض بها صلاح الدين، كاشفاً عن أن الراحل أسس نواة لأول مركز معلومات في الصحافة السعودية، وأول من أسس مكاتب داخلية وخارجية لصحيفة سعودية، وكذلك أول من أسس للثقافة الإعلانية في المملكة العربية السعودية وفق أسس علمية، كما أنه مؤسس رئيس لحركة النشر العلمي في المملكة. وختم هاشم حديثه بالدعوة إلى إضاءة هذا الجانب في مسيرة الصحافة، وإعادة كتابة تاريخ الصحافة في المملكة. وفي نهاية الأوراق الثلاث قرأ المتحدث الرسمي للنادي ورقة رابعة كتبها زين العابدين الركابي وتناولت “إنسانيات محمد صلاح الدين”. وفي الفترة المخصصة للمداخلات تناوب الحديث كل من: علي الغامدي، محمد المختار الفال، حسين بافقيه الذي لفت إلى تحرر صلاح الدين من التصنيفات، ورأى أنه واحد من أكثر المثقفين انفتاحاً، مشيراً إلى أن صلاح الدين أثناء عمله في الدار السعودية للنشر والتوزيع نشر لأبي الأعلى المودودي وسيد قطب في الوقت نفسه الذي نشر فيه الديوانين الأول والثاني للشاعر محمد الثبيتي.