فرضت وزارة الحج ومؤسسات الطوافة وأمانة العاصمة المقدسة طوقاً رقابياً مشدداً في حج هذا العام لمنع تشغيل العمالة دون الثامنة عشرة في مخيمات الحجاج وفي نظافة المشاعر. وأبلغ أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، «الشرق»، بأن الأمانة شدّدت على مورّدي العمالة بمنع تشغيل من هم دون الثامنة عشرة، مؤكداً تنفيذ جولات رقابية للتأكد من تقيد المتعهد بتعليمات الأمانة. وأوضح أنه في حال إخلال مورّد العمالة بذلك سيتم وقفه فوراً وتغريمه. وأرجع ذلك إلى أن النظافة في المشاعر تحتاج إلى مجهود بدني كبير، ويجب أن تتوافق مع قدرة العاملين في هذا المجال. وأكد مدير إدارة المشاعر في المؤسسة الأهلية لحجاج الدول العربية المهندس محمد بانة، ل»الشرق»، تلقيهم تعليمات مشددة من قِبل وزارة الحج بمنع تشغيل من هم دون الثامنة عشرة داخل المخيمات سواء في الحراسات الأمنية أو تقديم الخدمات أو نظافة المخيمات. وقال إن المؤسسة تعمل وفق معايير خاصة توزع بشكل سنوي على مجموعات الخدمة الميدانية تم الوصول لها بعد عقد عدة اجتماعات بين مؤسسات الطوافة والهيئة التنسيقية، بإشراف من وزارة الحج وسائر الجهات المعنية. وأبان أنه في حال مخالفة تلك التعليمات سيتم إيقاف العامل وإنزال العقوبة بالمشغل، سواء كان صاحب المخيم أو مورد العمالة أو البعثة. يُشار إلى أنه ضُبطت في السنوات الماضية حالات تشغيل لعاملة دون سن الثامنة عشرة في بعض أعمال النظافة والخدمات، وهو أمر يتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان التي تمنع تشغيل صغار السن في أعمال مجهدة. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت في عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل التي عرّفت الطفل بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وأكدت على ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطراً أو يمثل إعاقة لتعليمه أو ضرراً بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي، وأوجبت على الدول الأطراف فيها اتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية التي تكفل هذه الحماية، وبشكل خاص وضع حد أدنى لسِن الالتحاق بالعمل، ونظام ملائم لساعات العمل وظروفه، وفرض عقوبات مناسبة لضمان فعالية تطبيق هذه النصوص.