أصبحتُ أخشى على وطنيتي مني، وأصبح إخلاصي لهذا الوطن المِعطاء على المحك، ذلك أنني أتألمُ كثيرًا من الضربات الموجعة المتتالية التي جعلت حلم بقاء بقايا الراتب آخر الشهر «حلماً» أشد الرحال إليه بداية كل شهر، فهل ألمي يدلُّ على خيانتي! أخاف إن صرختُ يا وطني أن تعلو الأصوات هنا وهناك متهمة ً «صرخاتي» بأنها خارجة تريد لك التشتت والدمار، وهي لا تتجاوز كونها زفراتٌ تئنُّ من لهيبِ الحياة وأهوالها. في الشهر الماضي فقط وصل ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى 33% وأكثرها شهرةً «الدجاج» الذي أطلق لجناحيه العنان ليقود مسيرة «الزيادة» نحو آفاق ٍ أوسع، على الرغم أنه حسب ثقافتي «المحدودة» لا يطير! فكيف استطاع تغيير قوانين الطبيعة «بطيرانه»!؟ لا أشكُّ أبدًا أنه استعان بصديق ٍ حميم ٍ لفعل ذلك. ومع حيلة المواطن الضعيفة، هناك من «طار بالعجة» وطالب بمقاطعة الدجاج! وهو قد نسي أو تناسى أن وزير الزراعة أعلن أن اللحوم الحمراء أصبحت شبيهة بفالوذج الرشيد، فهل يتحوَّل الشعب إلى آكلي نباتات!؟ كلما حصلت زيادة هنا أو هناك خرجت لنا بعض الأصوات لتنادي بالمقاطعة، قاطعنا هذا وذاك وتلك، وحاولنا شحذ همم اللغة العربية لزيادة أسماء إشارة لترشدنا على ما لم نصل إليه لنقاطعه، حتى أصبح «القطع» أكبر من «الرقعة»! وكأن البلد خالية ممن تم تعيينهم لخدمة المواطن!! ومع ذلك لا توجد أي قرارات واضحة للحد من زيادة الأسعار، على الرغم من أن القرارات المنفذة والمتتابعة والمتابعة موجودة إلا أن وجودها في نطاق تطبيق ساهر وأعوانه المُحصَّن ضد المقاطعة لإكمال الناقص على جيبٍ سئمَ من وحدته.! إنني في حيرة من أمري، إلى أين معاناتنا المتكررة والمتزايدة ومن يسمع أصواتنا، ويقرأ لكتابنا، ويتابع أخبارنا؟! أرشدوني!