لا يمرّ اسم جهيمان إلا ويتذكر العالم الأحداث المأساوية التي حدثت في الحرم الشريف قبل ثلاثين عاماً.. هذه الأيام يتردد اسم جهيمان –يبدو أنه اسم حركي- ولكن كشخصية مشهورة بالتفحيط في المنطقة الشرقية.. كلاهما مختلف في الأيديولوجية ولكنهما متساويان في العمل الإجرامي. وحسب صحيفة «سبق» والمقطع المتداول، فإن جهيمان قام بالتفحيط وصدم سيارة مفحط آخر ثم أحرقها وأخذ الرشاش مطلقاً النار في الهواء، حتى استقرت طلقة قاتلة في أحد الجمهور.. شكل جهيمان المفحط لا يختلف كثيراً عن جهيمان الأصلي من ناحية اللبس والشعر والجنون، وربما قد تعمّد أن يظهر شكله بهذه الطريقة، التي ربما يراها نموذجاً كالذين يضعون صور تشي جيفارا على قمصانهم! المؤلم هو أن جهيمان المفحط كان في السجن بسبب جريمة قتل وتم التنازل عن دمه بقيمة عشرين مليون ريال، وهذا يعيد التفكير في موضوع الديات مع القتلة المستهترين بأرواح البشر! الذي شاهد المشهد سوف يشعر بالأسى على الشباب والجماهير الغفيرة التي تصفق وتصور بحماس وتشجيع، وكأنهم في مسرح أو صالة سينما.. الكارثة أن هناك فروعاً أخرى لجهيمان، فهذا المفحط (كنج النظيم) في الرياض يقوم بالتفحيط وهو يرمي بالرشاش! وبالتأكيد إذا كان التسيب والتساهل في حمل السلاح والتفحيط مع المراهقين والمجانين فإننا نتوقع أن يكون هناك جهيمان في نجران والقصيم وجدة وعرعر! لا نستطيع أن نرمي اللوم على الجهات الأمنية وحدها، فالإشكالية أيديولوجية بالدرجة الأولى، ويجب التعامل أيديولوجياً وليس فقط كعقوبة، ولو أعدنا التفكير لوجدنا أن الشباب قد ضاقت عندهم وسائل الترفيه! كمجتمع نحن شركاء فيما حدث للمفحط جهيمان، ويجب أن تلتفت الدولة إلى هذه الفئة، فعقولهم تبدو من طين، ومن السهل العبث بها!