أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- أن المملكة تدرك مع أشقائها من الدول العربية مدى أهمية العلاقات مع دول أمريكا الجنوبية الصديقة، متطلعاً إلى تنمية العلاقات مع هذه الدول والسعي إلى تعزيزها في جميع المجالات للوصول بها إلى مستوى أفضل من التنسيق والتعاون. ولفت إلى أن فرص التطوير والاستثمارات بين الدول العربية وأمريكا الجنوبية واعدة ومبشرة و»تدفعنا إلى تذليل كل العقبات». جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين في القمة الثالثة لقادة ورؤساء حكومات الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية الصديقة «الأسبا» في مدينة ليما عاصمة بيرو، وألقاها نيابة عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس وفد المملكة المشارك في مؤتمر القمة الدكتور نزار عبيد مدني . وأعرب خادم الحرمين عن شكره وتقديره للدعوة الكريمة التي تلقاها للمشاركة في القمة الثالثة لقادة ورؤساء حكومات الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية الصديقة، لافتاً إلى أنه كان حريصاً على المشاركة شخصياً في هذا المحفل المهم لولا بعض الارتباطات المسبقة، متمنياً أن تتكلل أعمال ونتائج هذه القمة بالنجاح والتوفيق. وقال خادم الحرمين إن المملكة تدرك مع أشقائها من الدول العربية مدى أهمية علاقاتها مع أصدقائها من دول أمريكا الجنوبية وتتطلع دائماً إلى تنمية علاقاتها الجيدة معها وتسعى إلى تعزيزها في جميع المجالات. مواقف مشتركة وتابع خادم الحرمين قائلاً :»إننا نشعر بالارتياح ونحن نلاحظ مدى التوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه عديد من القضايا والمسائل الدولية، ونشيد بالمواقف الإيجابية من قِبَل دول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ووقوفها إلى تحقيق العدالة وتتويجها ذلك باعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967»، معتبراً أن هذا الموقف الذي سيكون له بالغ الأثر في تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وإنهاء مشكلة الشرق الأوسط التي تقف عائقاً أمام الأمن والسلم الدوليين. وأكمل «على الرغم من تأييدنا عبر الجامعة العربية وفي كافة المحافل الدولية للمبادرات والجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل، وعلى الرغم من تقدمنا منذ عشر سنوات بخطة سلام شاملة تكفل حق جميع دول المنطقة بالعيش بأمن وسلام إلا أن إسرائيل قابلت كل ذلك بالمراوغة والمماطلة والعدوان المتواصل، ومع ذلك كله فإننا ما زلنا على ثقة بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن رغبة العالم بالسلام العادل والمحافظة على الاستقرار تتجلى بتأييد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967». تعزيز التقارب وبيّن خادم الحرمين أنه ينظر بالتقدير إلى ما حققته القمتان السابقتان من خطوات حيال تنفيذ برامج إعلان برازيليا وإعلان الدوحة وما أدى إليه ذلك من تعزيز للتقارب بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية وتوفير أرضية صلبة ومتينة لتحقيق المزيد من التفاهم والتنسيق والتعاون المشترك في كافة المجالات، وأضاف «ولعل تنسيق مواقفنا تجاه مختلف القضايا المطروحة على الساحة الدولية، واتفاق رؤانا حول ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار فيما بين الثقافات والشعوب خير دليل على ما وصلنا إليه من تعاون وتفاهم وتنسيق». وقال: «إن تشابه مرحلة التنمية التي تمر بها دولنا، ونوع السلع التي ننتجها ونستوردها، توفر لنا فرصاً عديدة لتوسيع التجارة المتبادلة بيننا والاستثمار في مختلف القطاعات خاصة قطاع الصناعة التكاملية، ولا يخفى على الجميع مدى ما تتمتع به بلداننا ولله الحمد من أهمية ومكانة وما تملكه من إمكانات كانت عاملاً أساسياً في دعم وتنمية المصالح المشتركة بيننا، ومن هذا المنطلق فإنني أتطلع إلى أن تكون قمتنا هذه حلقة قوية تسهم مساهمة فاعلة وملموسة في استثمار تلك الإمكانات لتحقيق تطلعاتنا وتطلعات شعوبنا وبما يعود بالفائدة على الجميع». وأضافمما لاشك فيه أن عمق العلاقات الثقافية بيننا ووجود جالية عربية كبيرة في دول أمريكا الجنوبية الصديقة يتيحان أرضية مناسبة تساعد على تسريع تطوير العلاقات بيننا في مختلف المجالات وبفاعلية أكبر». فرص واعدة وجاء في كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز «إن فرص التطوير والاستثمار لإمكاناتنا الاقتصادية واعدة ومبشرة بما يحقق رفاهية وازدهار شعوبنا، مما يدفعنا إلى الحرص على السعي إلى تذليل كل العقبات والمعوقات لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية الراهنة من خلال إيجاد أفضل السبل للرفع من أداء اقتصادياتنا وتعزيزها بتشجيع التجارة والاستثمارات المشتركة والتعاون في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية والعلمية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والتقنية والنقل والطاقة والسياحة وقضايا تغير المناخ ومجال التقنيات الجديدة كتقنية النانو وتشجيع رجال الأعمال والشركات من الجانبين وتبادل الخبرات في مجالات التنمية بما يحقق المزيد من الشراكة الفاعلة». وأنهى خادم الحرمين كلمته بالقول «يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في رحاب المملكة التي ستستضيف هذه القمة في دورتها الرابعة، وسيكون من دواعي سرور حكومة وشعب المملكة الترحيب بكم على أرضها ضيوفاً كراماً أعزاء».