أدان المشاركون في الندوة العلمية عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات، التي أُختتمت أعمالها مساء أمس الأول في كوالالمبور، الإساءة التي تعرض إليها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا، والإسلام عموما. وثمن المشاركون مناشدة خادم الحرمين الشريفين عقلاء العالم للتصدي لكل من يسيء للديانات السماوية والأنبياء والرسل، داعين المنظمات والمجتمع الدولي إلى إصدار وثيقة دولية تلزم الدول الموقعة عليها باحترام الأديان السماوية والأنبياء وتجريم الإساءة إليها. جهود محمودة وفي ختام جلسات الندوة، التي نظمتها الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، واستضافتها الجامعة الإسلامية العالمية في العاصمة الماليزية، أشاد المشاركون بجهود خادم الحرمين الشريفين ومبادراته في عقد مؤتمرات ولقاءات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات في كل من الرياض ومدريد وسويسرا، ومن فوق منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه كان لها أثر في تأصيل الهوية الحضارية الإسلامية، وبيان حقيقة الإسلام، وقدرته على التعايش السلمي مع أتباع الأديان الأخرى، ورفض نظريات الصراع بين الحضارات والثقافات، والتحذير من خطورة الحملات والممارسات التي تؤدي إلى تعميق الخلاف وتقويض السلم والتعايش بين الشعوب. تأكيد الحوار كما أكدوا في الندوة على المبادئ التي تضمنها خطاب خادم الحرمين الشريفين في الأممالمتحدة، المتمثلة في مبدأ المساواة بين البشر في القيمة الإنسانية، وإقامة العدل، وإعلاء الأخلاق والقيم الفاضلة، والتأكيد على مبدأ الحوار وتفعيله بين الشعوب، ونبذ التعصب والإرهاب، موضحين أن تطبيق هذه المبادئ في العلاقات بين الأمم والشعوب له آثار إيجابية على العالم واستقراره وسيادة الأمن والسلام وتحقيق الحياة الكريمة للمجتمعات الإنسانية، مشيرين إلى ضرورة قيام المؤسسات العلمية والإعلامية في العالم الإسلامي بترسيخ المبادئ التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين والتواصل مع الجهات المماثلة في العالم في هذا الشأن لصناعة رأي عام عالمي يؤمن بهذه المبادئ ويدفع الجهات ذات القرار لتطبيقها واعتبارها. توصيات أوصى المشاركون بتضمين مادّة الحوار في المناهج الدراسية لتكون وسيلة لنشر مبادئ الحوار وآدابه في المجتمع، وجعله طبعاً من طباع المجتمع وأسلوب حياة، وحث الحكومات والقطاع الخاص على إنشاء قنوات تليفزيونية ومواقع إلكترونية تهتم بموضوع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، تشرف عليها هيئات شرعية، وتدعو إلى توجيه المؤسسات والمنظمات الخيرية والدعوية في العالم الإسلامي إلى إبراز البعد الإنساني للإسلام في نشاطاتها على مستوى العالم، وإلى تكثيف المؤتمرات والندوات والملتقيات الحوارية بين أتباع الأديان والثقافات عربياً وإسلامياً وعالمياً. التوسعة التاريخية ثمن المشاركون في الندوة التوسعة التاريخية للمسجد النبوي الشريف التي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر الأساس لها قبل أيام، التي تعد ترجمة عملية لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والرد على المسيئين إليه والى الإسلام، مشيدين بالجهود الإعلامية الهادئة والهادفة لوسائل الإعلام السعودية وغيرها في نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي نشر الدعوة الإسلامية وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين ودعم قضاياهم، ونشر فكر الوسطية والاعتدال والدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية . كما أوصى المشاركين بتوقيع اتفاقية تعاون بين مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وعدد من المؤسسات العلمية وخاصةً الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا. جلسات الندوة عقدت الندوة في ثلاث جلسات، استعرضت الأولى منها ورقة عمل رئيسة بعنوان «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات – آمال وتطلعات» لمستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمين العام المكلف لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل المعمر، وبحثاً بعنوان «جولات الحوار بين الأديان والحضارات التي قادتها المملكة العربية السعودية: الأهداف، والنتائج» لوكيل الجامعة الإسلامية للتطوير، الدكتور محمود قدح، و بعدها قدمت ورقة عمل حول «الحوار مع الشرق حوار أفراد أم حوار مؤسسات دينية» لعضو هيئة التدريس بالجامعة الوطنية في ماليزيا، الدكتور فضلان عثمان، ثم طرح عميد شؤون الطلاب بالجامعة الإسلامية، الدكتور سليمان الرومي، بحثاً عن «الخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتأصيل العلاقة بين البشر في منظورها الإسلامي». وفي بداية الجلسة الثانية قدم مستشار دولة رئيس الوزراء الماليزي للشؤون الدينية، الدكتور عبدالله زين، بحثاً بعنوان «منهج الوسطية طبقاً للتجربة الماليزية» . ثم قدم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية، الدكتور عبدالرحمن الهزاع، بحثاً عن «دور وسائل الإعلام في دعم الحوار بين أتباع الأديان والحضارات. وقدم نائب مدير الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، الدكتور عبدالعزيز برغوت، بحثاً عن «إعادة بناء جسور التعاون بين العالم الإسلامي والغرب في ضوء الإسلام الكبرى: الأسس والقيم» . فيما قدم كل من وكيل الدعوة بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، الدكتور سعود الخلف، وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، الدكتور محمد فلاته، بحثين هما: بحث حول «المبادرات السعودية للحوار والنقلة النوعية للعلاقات الإنسانية من صدام الحضارات إلى حوار الحضارات»، و»الأبعاد الاستراتيجية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان».