وأخيراً، وبعد 15 عاماً من إدراج منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة ضمن قائمة الإرهاب الامريكية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة 28/9/2012، شطب اسم هذه المنظمة من القائمة، وبذلك فقد فتحت الأبواب على مصراعيها للتكهنات والتحليلات المتباينة بشأن الأوضاع في إيران وتأثيرات وتداعيات هذا القرار الحساس عليها. قرار إدراج منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة الإرهاب عام 1997، كان قرارا سياسيا سريعا و فيه عجالة غير مألوفة بنسبة 100% وقد وصف وقتها بأنه بمثابة عربون تقدمه إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون للنظام الديني الإيراني كي يثبت في مقابل ذلك حسن نواياه ويتقدم خطوات ملموسة على طريق تطبيع علاقاته مع المجتمع الدولي، الذي ساعد أكثر في تسرع الأمريكيين في درج المنظمة ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية، هو انتخاب محمد خاتمي في وقتها كرئيس للجمهورية وما أشيع حينها من مزاعم بشأن الإصلاحات المرتقبة التي يدعو إليها، ويظهر أن واشنطن كانت في عجلة من أمرها أكثر من خاتمي نفسه، لكن انقضت دورتان رئاسيتان لخاتمي من دون أي تغيير سياسي على النظام الديني بل وبقي على حاله، والذي تغير هو ذلك الجدل الذي كان مثارا على أشده بين التيار الإصلاحي المزعوم وتيار المحافظين، وهو جدل فقط أي هرطقة كلام لم يقدم شيئا ولم يؤخر، لكنه في نفس الوقت كان مفيدا جدا لذر الرماد في الأعين وخداع الغرب بصورة عامة والأمريكيين بصورة خاصة ودفعهم لاتخاذ سياسات بشأن الملف الإيراني تساعد على إضعاف وتقويض نشاط وتحرك المعارضة الإيرانية وسلبها كل أسباب المبادرة. اليوم وبعد مرور 15 عاماً على ذلك القرار غير السليم الذي اتخذته الإدارة الأمريكية عام 1997، ولم تستمع في وقتها إلى رأي وموقف منظمة مجاهدي خلق وإنما فسحت المجال لكل الأبواق المشبوهة والمحسوبة على النظام الإيراني لكي تقول وتفبرك ماتشاء من أكاذيب ضد المنظمة، تعود الولاياتالمتحدة لتصحيح موقفها وتنتبه إلى الخطأ الكبير الذي اقترفته بحق ليس المنظمة وإنما نضال الشعب الإيراني أيضا من أجل الحرية عندما أعطت وبصورة غير مباشرة الشرعية المطلوبة لنظام غير شرعي أساسا وبذلك فقد حصر الشعب الإيراني ومقاومته في زاوية ضيقة وحرجة، لكن اليوم وبعد صدور هذا القرار الذي أثلج صدور أحرار العالم من أنصار و أصدقاء منظمة مجاهدي خلق، فإن العالم كله سيترقب حدوث التغيير الأكبر في طهران وسحب البساط من تحت أقدام نظام ولاية الفقيه الذي صادر كل الحقوق والحريات الأساسية للشعب الإيراني تحت يافطة الدين، ولاريب من أن منظمة مجاهدي خلق وبعد أن رُفع واحد من أهم و أكبر العوائق أمام نضالها السياسي الذي تخوضه ضد الطغمة الدينية الحاكمة في طهران، فإن الأنظار تتطلع إلى إيران بانتظار حدوث التغيير السياسي الإيجابي الذي سيكون نفعا للمنطقة كلها.