لطالما قرأنا على طرقاتنا «لاتسرع فالموت أسرع»،ومع رهبة كلمة الموت إلا أن العبارة لاتحدث في نفس القارئ تقريعا كافيا ليكبح جماح سرعته،ولهذا لدينا حوادث مرورية كارثية، وعلى ذلك القياس.. لوكانت العبارة «تجاوزك للسرعة يعرضك لعقوبة القانون»،وبعدها نصدق في تنفيذ القول بالفعل بلاهوادة أوتراخ أوواسطة.. في هذه الأيام نقرأ في اللوحات الإعلانية للتحذير من تحرير شيكات بدون رصيد «حررته فقيدني»، ورغم بلاغة العبارة إلا أنها لوشفعت بأرقام سجناء الشيكات ومقدار العقوبة الصارمة لأحدث ذلك أثرا أبعد.. دعوني أذهب إلى أبعد من ذلك فنفسية الجانح إلى اختراق القوانين والتشريعات أيا كانت نفسية متمردة قد لاتنصاع للغة العقوبة، ولكنها حتما ستضعها في الحسبان، وفي سياق آخر هي رسالة للمبتدئين في الاستهتار بأن نواميس التنمية خطوط حمراء! ورسالة تأمين لمن يحترم النظام بأن هناك من يبادله شعوره بأهمية السير على خطوات الشعوب المتقدمة، بداية من احترام طابور المقصف المدرسة وليس انتهاء بفرصة النظام في الحصول على قطعة أرض كمنحة وطنية.. من يشاغب في الطابور المدرسي بلاحسيب سينشأ عن همجية أنانيين لايبالون بمكتسبات الوطن ولاحقوق المواطنين.. لم يتهجوا لغة العقوبة في دروس (لغتي).. ولم يروا الفعل المترتب على التجاوز إلا على مزوري الأختام من جنسيات معينة!. إنه يغلب منطق (خلك ذيب)!على رسالة (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)..صدقوني من واقع مجتمعي التربوي الصغير..من ينحرف عن الجادة ويتهاون في التزام التعليمات لايعيده إلا الكلمة الجادة والعقوبة المقررة.. إنها سنن الحياة الاجتماعية، إذا أردنا مجتمعا مثاليا فلابد من لغة نظام قوية، ويد من حديد.