أقصد المعنى تماماً، حيث يقال انحرف وتحرف واحرورف أي مالَ وعدل فلا تذهبوا بعيداً عما أعنيه.. المادة (03) من اللائحة التنفيذية لنظام المرور تنص على «كل سائق قبل القيام بأن حركة خاصة (بالانحراف) بسيارته يميناً أو شمالاً أو الدوران إلى الخلف في الاتجاه المضاد لخط سيره مراعاة الآتي: أ- التأكد من إمكان اجراء ذلك دون أن يعرض نفسه أو غيره من مستعملي الطريق للخطر. ب- إعطاء الاشارات الضوئية واليدوية اللازمة قبل بداية إجراء الحركة بوقت كاف. (إلى آخر نص المادة). وفي بند باء هذه بيت القصيد حيث تعارف الناس جميعاً في كل مكان وزمان أن اللغة التي يمكن أن يتخاطب بها الناس على الطريق وهم يقبعون بكل راحة داخل سياراتهم سادرين إلى وجهاتهم هي لغة (الاشارة) تلك الغمازات الجميلة التي تؤشر حالما يلمس السائق عصا صغيرة بين أنامله فتقول الاشارة للآخريين نيته فيما يرغب فعله فقد ينعطف لليمين أو لليسار أو يقول لهم إنه في حالة طوارئ أو سيخفف من سرعته أو إنه سيقف تماماً..، إذاً اللغة في هذا الضجيج وفضاء السرعة هي الحذر واستعمال تلك الغمازات المضيئة، المطلوب فقط هو (رؤية) هذه اللغة حيث لايمكن سماعها ومن ثم افساح المجال للآخر لفعل المناورة التي يرغب، من هنا المطلوب أولاً هو استخدام هذه اللغة وجعلها فعلاً مستداماً وعادة متأصلة حتى يمكن التخاطب مع الآخرين حين مشاركتهم منافع الطريق وثانياً السماح للآخر بفعل مايريد حين يعلن عن رغباته من خلال هذه الاشارات الصغيرة الحالمة..!! بعد كل هذا استطيع أن أفصح عما أريد قوله هنا وهو أن مايحدث على طرقاتنا مختلف تماماً عن مايجب فعله، وقد رصدت مع البعض تعاطي السائقين في مجتمعنا للغة الاشارة هذه فتم الخروج بالآتي: - يقول أحدهم: كانت السيارة تخرج من وكالة البيع ويستخدمها السائق مدة تطول أو تقصر (حسب التساهيل والاقدار) حتى تصل إلى مستقرها الأخير في مقبرة السيارات (التشليح) وحزام الأمان لم يستخدم ولو لمرة واحدة وبعد أن فرضه المرور استخدمه الناس واليوم نفس الحكاية مع إشارات الانحراف الجانبية فقد ينتهي عمر السيارة الافتراضي ولم يستخدمها السائق. - يقول آخر: أعتقد (والله أعلم) أن السر في عدم استخدام الناس لإشارات الانحراف خوفهم من أن يفاجأوا بفاتورة تضاف لفواتير الماء والكهرباء والهاتف وليس لديهم استعداد للمزيد من كسر العظم. - يقول ثالث: مازال هناك ممن يعتقد بالمقولة الشهيرة (مر وعدي واصحى التحدي) يؤمن بأن هذه الاشارات تستخدم للتحدي فالذي يضيء الاشارة اليمنى ثم يتبعها باليسرى فهو يقول (أتحداك) أما الذي يضيء اشارات التحذير (فلاش) فهو ينبئ عن سائق (أقشر) لديه استعداد للمضاربة الفورية..!!! - الفنان الساخر خالد سامي مبدع (ابو العصافير) قال لي لم يبق الا أن أنزل من سيارتي وأحلف بأغلظ الأيمان لمن يسير خلفي أنني أنوي (الانحراف) جهة اليسار..، يارجل شيء عجيب ماذا يريدون أكثر من اعطاء الاشارة قبل التقاطع بمسافة طويلة ومع هذا فالبعض يحشر سيارته بينك وبين الرصيف إمعاناً في ايذائك وكأن القضية عناد في عناد..!! - القاعدة العامة عند الآخرين عن بعض صفات السائق السعودي أنه لايمكن أن يستخدم اشارات الانحراف..! السؤال الآن، لقد ورد في جدول مخالفات الفئة الثانية الواردة في نظام المرور الفقرة (3) التي تنص تماماً على الآتي: (تغيير السرعة أو الاتجاه فجأة دون التأكد من إمكانية إجراء ذلك بلا خطر أو دون تنبيه الغير).. وتنبيه الغير هذه تعني اعطاء الاشارات الدالة على النية في تغيير الاتجاه، حسناً ماهي عقوبة من يخالف ذلك.؟؟؟ قد لاتصدقون أن الحد الأدنى مالياً لمعاقبة من ينحرف دون اعطاء الاشارة هو دفع (051) ريالاً والحد الأعلى (005) ريال والحبس من خمسة أيام إلى خمسة عشر يوماً أو بهما معاً أي العقوبة المالية والحبس..!!! لكن... وآه من لكن هذه، هل رأيتم أحداً تم ايقافه ومعاقبته لأنه انحرف ولم يعط الاشارة ..؟؟؟ إذاً يحق لك ياخالد سامي أن تقف لتحلف للسائق خلفك أنك تود الانحراف...!!!