أصدرت جامعة الطائف للآداب والتربية، مؤخراً، كتابها الأول ضمن سلسلة كتاب مجلة الجامعة للآداب والتربية بعنوان «آفاق التجديد في الأدب السعودي.. الرؤية والتشكيل». وحوى الكتاب بين دفتيه تسعة أبحاث تتناول الأدب السعودي، وتبحث في موضوعات الشعر والقصة القصيرة والرواية، لعدد من الباحثين من داخل الجامعة ومن خارجها. وجاء البحث الأول للدكتورعزت علي الدين بعنوان «انغلاق النص الآخر وانفتاحه في حركة النص في الشعر السعودي المعاصر»، وقام البحث على تحليل النص الآخر بكل أنواعه ومصادره، وتفسيره داخل بنية القصيدة السعودية. وتناول البحث الثاني للدكتور محمد الطويرقي «قناع عنترة في الشعر السعودي المعاصر»، واستثمار الشعراء السعوديين للأبعاد الثرية التي تكتنزها شخصية عنترة، كون جهودهم تضافرت وتكاملت على تشكيل قناع عنترة، وأدى ذلك لاتساعه على أيديهم ليعبِّرعن موضوعات متعددة ومتباينة، مثل الفروسية والانكسار والحب والخيانة. وخصص البحث الثالث للدكتورة كوثر القاضي، وقراءتها مجموعة عبدالعزيز مشري «أحوال الديار»، بحثاً ودراسة، إذ استطاعت الباحثة،تتبع الشخصية وبنائها، من خلال حضورها في القصة، . وتناول الدكتور معجب العدواني آليات السجال بين خطابي التقليد والحداثة في الأدب السعودي، من خلال فحص آليات السجال الخطابي التي تم تداولها، وأبرز المعارك في المملكة العربية السعودية التي نشأت نتيجة دخول الحداثة وما بعدها في فضاءات النقد الأدبي. وذكر أن هذا البحث ينهض بمحاولة فحص مقارنة آليات السجال لكلا الخطابين، التقليدي والحداثي، من خلال النصوص التي توافرت في الصحف اليومية، أو الكتب، بغية الكشف عما يخفيه كلا الخطابين في تفاعلهما مع الآخر. وجاء البحث الخامس للدكتور حامد الربيعي، دارساً الملفوظ الشعري والمنطوق النفسي في ديوان «وحي الحرمان» للشاعر الأمير عبدالله الفيصل. وارتكزت دراسته هذه على محورين أساسيين، الأول يختص بالشاعر الأمير، ويتناول آليات الكتابة الشعرية، والثاني يختص بالأمير الشاعر، ويبحث الجانب الإنساني للشاعر، كما يتجلى ذلك في نصوصه. وخلصت الدراسة إلى تعالق الملفوظ الشعري والمنطوق النفسي. واستعان الباحث بالأدوات المنهجية التي لا تمانع الدراسات الأسلوبية من الاستعانة بها بالقدر الذي يمكن من مواجهة النص. وخُصص البحث السادس للدكتور أحمد الشرفي، لدراسة قضية التناص في ديوان «سقط سهواً» لإبراهيم الوافي، كاشفاً عن حيرة الشاعر بين الثوابت والأصول في التاريخ العربي، وما يتضاد منها من خنوع لحق بالشخصية والحدث في التاريخ الحديث، وما يستنهض عوامل الانتصار من خلال البنيات الفاعلة في التراث العربي، ليعبر بها عما يتمناه من انتصارات على المستويين الفردي والجماعي. وجمع البحث السابع ملامح «الآخر في الرواية السعودية: دراسة في الخطاب الثقافي»، للدكتور حسن النعمي، الذي تبنى فيه آلية مقاربة مفهوم الآخر في الرواية السعودية، بانتقاء الروايات التي كان لموضوع الآخر فيها حضور لافت، وتحليل المضامين بحثاً عن طبيعة الخطاب المضمر في تشكيل رؤية الروائيين في موضوع العلاقة مع الآخر. وتعقّب البحث الثامن الفضاء المكاني في رواية «الآخرون» لصبا الحرز، في دراسة وصفية للدكتور هاجد الحربي. وكشفت الدراسة ملامح تشكيل الرواية السعودية النسائية الجديدة، جاعلة المكان موضوعاً لها، كونه أهم عناصر الكتابة السردية. وركز البحث التاسع للدكتور عاطف بهجات على العلامة وإنتاج الدلالة الشعرية.. سيمياء الزمان في «خروجاً عن النص» للشاعرة أشجان هندي.. دراسة سيميولوجية، وفق المنهج العلاماتي، لنص شعري طويل. وجاء البحث في خمس نقاط قدم فيها الباحث مهاداً نظرياً في نقطتين بحثيتين، إذ تعرض في الأولى للعلامة، وأهم منظريها، وأبرز قيمتها بوصفها منتجاً دلالياً في النص، وفي النقطة الثانية عرض الباحث لسيمياء الزمن عموماً، لكونه مفهوماً ملغزاً يخضع للرؤى والتصورات، وأكمل البحث دراسة القصيدة ذات الإطار السردي، متدرجاً بالبحث عبر مراحل ثلاث تمثلتْ في الخروج والدخول والبرزخ. يُذكر أن المجلة يرأس تحريرها الدكتور عالي القرشي، فيما يتولى الدكتور سعود الروقي أمانة التحرير، وعضوية كل من الدكتور مصطفى السعدني، والدكتور حسن محمود، والدكتور جابر عبدالله، ويشارك من فريق الإعداد الفني عادل الروقي، وسلمان السليماني، وعادل الحميدي.