تختلف الحمية الغذائية بعد عملية زراعة عضو جديد في جسم المريض عما كانت عليه قبل عملية الزراعة، ويمكن للمريض أن يحصل على مساعدة الطبيب واختصاصي التغذية لتخطيط حمية غذائية مناسبة له. وتؤكد اختصاصية التغذية العلاجية في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، نهاد آل أحمد أن الحمية الغذائية تتأثر بالأدوية المستخدمة، لمنع رفض الزراعة، مثل الستيرويد، ومن تلك التأثيرات: الزيادة في الشهية للطعام، وارتفاع الوزن ومستويات الدهون في الدم: كالكولسترول، والدهون الثلاثية، ومستويات السكر في الدم، والصوديوم، واحتباس السوائل، إضافة إلى ضعف العضلات والعظام. وتزداد تلك الأعراض بزيادة جرعات الستيرويد، مشيرة إلى أنه من الصعب على الجسم تناول أدوية تحتوي على الستيرويد بكميات إضافية، لأن ذلك قد يؤدي إلى رفع مستوى السكر في الدم، وبالتالي الإصابة بمرض السكري، وعليه يفضل التقليل من استخدام الكربوهيدرات والملح أثناء تناول الأدوية المستخدمة بعد الزراعة، خصوصاً الستيرويد، وذلك تفادياً لحدوث احتباس السوائل والملح في الجسم، أو ارتفاع ضغط الدم، ويختلف ذلك من شخص لآخر. وذكرت أن من بين التأثيرات الأكثر شيوعاً للأدوية الأخرى، بالإضافة إلى ما سبق، ارتفاع ضغط الدم، وتغيرات في مستويات البوتاسيوم، والماغنيسيوم، والفوسفور، وعادة ما تعود لمستواها الطبيعي عندما يخفض الطبيب جرعات الأدوية. ويعتبر البروتين من العناصر المهمة في بناء وإصلاح العضلات والأنسجة، فهو يساعد على الشفاء بعد الجراحة، ويحتاج المريض إلى كميات بروتين أعلى من الطبيعي بعد عمليات الزراعة، ليساعد بذلك على بناء أنسجة العضلات التي تم تدميرها بالجرعات العالية من الستيرويد، وبعد ذلك بفترة يستطيع أن يعود المريض إلى الكميات المعتدلة من البروتين. ويعد ارتفاع مستوى الدهون في الدم من الأسباب الرئيسة لأمراض القلب، لذلك لابد من تخفيف الوزن في حالة وجود وزن زائد عن المعدل الطبيعي، وتجنب تناول المشروبات الكحولية، واتباع حمية غذائية قليلة الدهون والكولسترول، والسعرات الحرارية، والكربوهيدرات (كالسكريات والنشويات) التي تزود الجسم بالطاقة. وأوضحت أن بإمكان المريض بعد نجاح عملية الزراعة تناول الكميات الطبيعية من البوتاسيوم في الطعام، لأن بعض الأدوية قد ترفع مستوى البوتاسيوم في الدم، وبعضها الآخر قد تخفضه، لذلك يحتاج المريض التقليل، أو الزيادة، في الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، حسبما ينصح به الطبيب واختصاصي التغذية. ونبهت إلى ضرورة الحفاظ على إلى مستويات الكالسيوم والفوسفور بمعدلاتها الطبيعية في جسم المريض، تفادياً لحدوث نقص قد يؤثر على صحة العظام، فكل شخص بالغ بحاجة تقريباً إلى حصتين يومياً من منتجات الألبان، وقد يصفها الطبيب كمكملات غذائية في بعض الأحيان. وختمت آل أحمد بالقول إن التحكم في الوزن يساعد في منع حدوث كثير من المشكلات الصحية، كأمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، ومن أفضل الوسائل لتخفيف الوزن هو زيادة النشاط البدني، واتباع حمية غذائية قليلة السعرات الحرارية.