قدم أربعة فوتوغرافيين سعوديين تجارب معاصرة في المعرض الذي تقيمه لجنة التصوير بجمعية الثقافة والفنون، فرع الدمام، بعنوان «فوتوغرافيا الدرجة صفر»، الذي يختتم غداً، ويشارك فيه الفنانون مريم المساوي، وضياء يوسف، وعبدالله مشبب، وخالد المرزوقي. وتقدم ضياء يوسف من مجموعتها «عبر الشارع» أعمالاً وثائقية التقطتها في مدينة الرياض، وتكشف متقابلات عكسية غريبة يندر اجتماعها بتلك التراتيبية، كمصنع تكرير النفط، والحديقة، والمقبرة، ومزرعة الخضار. وتؤكد يوسف أن الأساس في الفن المعاصر اليوم هو «الفكرة»، إذ تقوم بتحديد فكرة العمل كبداية، ثم يكون التصوير هو الخطوة الأخيرة لتوثيق هذه الفكرة. وتعرض يوسف ثلاث مجموعات لتعابير نسوية «منقبة»، في الحديث عن الحب، والفرح، والموت، وحب الله. ويبدو تشابه غالبية التعابير ببعضها، في اقتصار مهمة التعبير على العين. ويقدم الفوتوغرافي خالد المرزوقي «نوستالجيا» في مجموعتين عبر جهاز العرض القديم الذي يشبه الكاميرا، بحيث يتيح لزائر المعرض والمتلقي متعة استدعاء الصور من الذاكرة، عبر جهاز اعتاد الفرح به في طفولته. وقال المرزوقي إن ذاكرتنا مليئة بالصور، وما يقدمه يعتمد على تحفيز المتلقي على استدعائها، عبر تجربة حية من النوع التفاعلي، مختاراً موضوعات قريبة من الناس، بشكل يرفض واقعنا البصري، كمجموعة الصور التي أخذها للحرم المكي، مؤكداً أن واقعه اليوم يُعد مشوهاً بالأبنية والعمارات من حوله، أما المجموعة الأخرى فقد اعتمد فيها الإنسان، مؤكداً أن المجتمع قبل سنوات كان أكثر حميمية من اليوم. أما الفوتوغرافي عبدالله مشبب، فيقدم مجموعة صور حول ارتباط الإنسان بالطين، مؤكداً أنه اختار فيها إظهار الإنسان الأرض، مركزاً أن تكون بداية الإنسان الطفل هي المنطلق الحقيقي الذي يمكن أن يعزز ويقوي قوة هذا الارتباط. وتشارك الفوتوغرافية مريم المساوي بمجموعة «حديث الجدائل»، محورها الأنثى، مؤكدة أن ما يجمع الإناث ببعضهن هي الجديلة، التي مهما أخفينها فهن مرتبطات بها «هي جرس بين أنثى وأنثى تتواصل حقيقة الأحاديث في سرية متواطئة ومتحاربة حتى في كليشية الوحدة». وتؤكد المساوي أن أساس الفن هو الفكرة التي تأتي من الحياة عبر المواقف المتعددة، مشيرة إلى أن التصوير لا يقتصر على معرفة القواعد والأساسيات والتقنيات. وقال القاص حسين الجفال «وجدنا في المعرض ما يحيل إلى التفكير فيما هو أبعد من الصورة، دعوة لمشاركة المصور لإعمال العقل وطرق الأسئلة، اتكاءات على الحكايا والموروث في عمل مثل «الكبش» لكن بشكل متجدد ورؤية خاصة، كما في عمل الجدائل لدى مريم، وإن اختلف حضور خالد المرزوقي بطريقة العرض التي أحببتها والحركة الدؤوبة لأعمال شخوصه وألوانه الأسود والأبيض التي تعيدك لحميمية الأشياء ودفئها. الفنان المشبب وعودة الطين ولهو الأطفال على قدر ما للصورة من جمال، لكنني لم أتلمس روح الصورة، كحالة خلق مبتكرة بقدر ما هي تحريك لدمى أفقدها الدهشة الطبيعية. في المجمل، المعرض محرض، ويبحث عن الجدل المطلوب الذي نفتقده في المعارض الفوتوغرافية الروتينية».