رصدت «الشرق» عدة تفاصيل جديدة حول حادثة احتراق حافلة نقل كانت تقل عشرين طالبة أثناء توجههن من تنومة إلى كلية التربية في النماص أمس الأول، اللاتي نجين بأعجوبة من كارثة كادت أن تؤدي إلى كارثة محققة، نتيجة تهالك حافلات الشركة المتعهدة بنقلهن وعدم كفاءة السائقين وتهورهم أثناء قيادتها وكثرة الحوادث المماثلة على نفس الحافلات. وناشد عدد من أولياء الأمور اللجنة التي وجّه بتشكيلها مدير جامعة الملك خالد للتحقيق في الحادث، بضرورة زيارة الكلية ومعرفة تفاصيل أكثر عن مخالفات الشركة والسائقين، وكذلك الحافلات، وكشف مزيداً من التفاصيل التي لا يمكن معرفتها إلا من قِبل الطالبات أنفسهن، كما طالبوا بوضع حد للشركة التي عدّوها تمادت في الاستهتار بأرواح وسلامة بناتهم، وضرورة استبدالها بأخرى إن لم تطبق بنود العقود والاشتراطات الواجب توفرها في وسائل النقل وسائقيها. وذكر عدد آخر من أولياء أمور الطالبات أنهم سيعمدون إلى مقاطعة المتعهد إلى حين توفير البديل أو تصحيح وضع الشركة، مطالبين في الوقت نفسه بتوفير وزارة التعليم العالي شركة نقل على مستوى عالٍ من المعيارية تضمن سلامة وتأمين نقل الطالبات، مؤكدين عزمهم على عدم نقل بناتهم في تلك الحافلات التي وصفوها بالمتهالكة. وحول حادثة احتراق الحافلة، كشف المواطن عبدالرحمن سعيد الشهري، ولي أمر إحدى الطالبات الناجيات، في اتصال هاتفي مع «الشرق»، أن الطالبات أشعروا السائق بوجود روائح تنبعث من الحافلة منذ بداية الطريق، إلا أنه لم يبالِ بذلك واستمر في طريقه وسط إصرارهنّ على التوقف، مضيفاً أن السائق لم يتوقف إلا بعد تصاعد الدخان من الحافلة بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن حادثة أمس الأول لم تكن الأولى للطالبات أنفسهن، حيث تكررت حوادث الإهمال خلال الأشهر الماضية من السائق نفسه. في انتظار المتحدث بدورها، تواصلت «الشرق» مع عدد من المسؤولين في المنطقة من الجهات المعنية، إلا أنه لم يتم الحصول على رد من قِبلهم رغم الاتصالات المتكررة وإرسال رسائل على هواتف بعضهم المحمولة، وهم مدير عام الطرق والنقل في منطقة عسير المهندس علي بن مسفر، باعتبارها الجهة المانحة تراخيص شركات النقل، وكذلك الناطق الإعلامي في إدارة مرور عسير المقدم محمد الشهراني، لمعرفة الآلية التي يتم تطبيقها على السائقين والمركبات.